رواية امرأة وخمسة رجال الجزء التاسع
أفاقت مرة ثانية من أفكارها التى أحاطت بها وسحبتها فى دوامتها على صوته وهو يردد إسمها قائلا:
تمارا..كملى.
نظرت إلى عينيه قائلة فى سخرية مريرة:
هكمل بس وأقول إيه؟فقت بعدها لقيتنى فى المستشفى والكل بيتهمنى وبيرمى علية الذنب فى فضيحتهم وسيرتهم اللى هتبقى على كل لسان..
صمتت للحظة قبل ان تستطرد قائلة فى حزن:
نسيوا إنى أنا الضحية..وإن كل ذنبى إنى رضيت اشتغل وردية إضافية عشان أأجر فستان الفرح اللى نفسى فيه..حتى ماجد بصلى وكأنى انا المذنبة ..أنا اللى روحت معاهم برضايا مش غصب عنى..بعدها روحت على بيتنا وابتديت أكتر أعيش دور المذنبة اللى بتشوف فى عيونهم نظرات الاتهام ليها.. نظراتهم كانت بتدبحنى..بقيت أقعد فى أوضتى بالساعات..لغاية ما لقيت بابا ..قصدى عمى إسماعيل جاي بيقولى ان ماجد فسخ الخطوبة..وكان شمتان فية ..قلتله مفيش أب يعمل فية اللى انت بتعمله..لقيته بيصدمتى صدمة كبيرة وبيقوللى انى مش بنته وانه اتجوز والدتى و معاها وان كفاية علية لحد كدة..خرجت من بيتنا وجريت على البيت اللى كنت هتجوز فيه محمود أستنجد بيه ..يلحق اللى فاضل منى..كنت حاسة انى هتجنن..وهناك شفته معاها وسمعتهم بودانى..هو وبنت خالتى..بيجيبوا فى سيرتى وسيرة عرضى وشرفى..بيجيبوا فى سيرتى وهما على السرير..فى اوضة النوم اللى المفروض كانت هتبقى بتاعتى..كان نفسى أصرخ فيهم وأقولهم إنى أشرف منهم بس ساعتها كنت مت من جوة..وخلاص مبقاش فارق الكلام..خرجت ناوية أموت نفسى..أرمى روحى من فوق الكوبرى..لكن قضا ربنا كان أسرع وعملت الحادثة..وفقت النهاردة زي ما انت شايف.
اتسعت عينيها عندما لاحظت تلك الدموع فى عينيه قبل ان يشيح بوجهه وهو ينهض مانحا إياها ظهره ومتجها إلى تلك النافذة الوحيدة بالحجرة..ليقف هناك للحظات..
مدت يدها تمسح دموعها التى تسللت إلى وجنتها لتلاحظ بعض التغير بوجهها..قالت فى صدمة:
ماله وشى حاساه متغير؟
إلتفت إليها ريان وقد تمالك نفسه قائلا فى هدوء:
لما عملتى الحادثة وشك اتشوه خالص من الإزاز ..
قاطعته وقد اتسعت عيناها فى صدمة قائلة:
يعنى انا دلوقتى مشوهة؟؟
هز رأسه نفيا قائلا :
لأ..عملنالك عملية تجميل بأحدث الأجهزة..وشك زي الفل والعملية ناجحة جدا ومش هيبقالها أى أثر مع الوقت..
أغمضت عينيها بألم ثم فتحتهما قائلة بعصبية:
مراية..عايزة مراية.
نظر إليها فى تردد قائلا:
تمارا إهدى...
قاطعته قائلة فى حدة:
مراية..قلت عايزة مراية.
تأملها للحظة مترددا قبل أن يحسم رأيه وهو يتجه إلى ذلك الدولاب فى ركن الحجرة ويفتحه..آخذا منه مرآة صغيرة ليعود إليها ويمنحها إياها فى هدوء.
أمسكتها تمارا بيد مرتجفة ورفعتها أمام وجهها لتعقد حاجبيها بشدة ..رفعت يدها وتلمست بشرتها لتتسع عيناها بصدمة ..فما تراه أمامها ليس ابدا بوجهها ولا ملامحها ..هي ملامح لفتاة جميلة فعلا ..بجانب وجهها علامتان بسيطتان وغير واضحتان ولكنها ليست هي بالمرة..كادت ان تصرخ..لتجد يده التى وضعت على فمها بسرعة قائلا:
قبل ما تصرخى ..اهدى وإسمعينى وصدقينى اللى انتى عايزاه هعملهولك..وأوعدك إنى هنفذ كل اللى تطلبيه..بس إسمعى كلامى الأول..إتفقنا.
شئ ما فى نظراته..وربما فى نبراته الراجية..جعلها تنصاع لرغبته رغم اشمئزازها الفورى من لمسته كرجل لفمها والذى لاحظها هو ليبعد يده عن فمها على الفور،لتهز هي رأسها فى هدوء قائلة بحزم:
اتكلم.
رغما عنه شعر بقشعريرة فى جسده كله وهي تنظر إليه وتتحدث بجدية لتتمثل أمامه غزل حبيبته..ليشيح بنظراته عنها على الفور وهو يقترب من الكرسي بجوار سريرها..يجلس عليه وينظر إلى عينيها مباشرة وقد حسم رأيه..سيحكى لها حكايته بكل صراحة وسيخبرها بكل ما لديه ولتفعل بعدها ما تريد..فقد أخطأ حين حولها لغزل حبيبته المتوفاة والمخطئ لابد وأن يدفع ثمن خطأه حتى ولو كان ذلك الثمن .... غاليا.
تعليقات
إرسال تعليق