اعلان

رواية امرأة وخمسة رجال الجزء العاشر

رواية امرأة وخمسة رجال الجزء العاشر

نظرت إليه للحظات فى تردد قبل أن تحسم رأيها وهي ترى نظرات عيونه الحانية والتى كانت تحتاجها بشدة لتشعر بأن هناك فى تلك الدنيا من يقف بجوارها ..لتومئ برأسها فى هدوء..شعر ريان بالارتياح على الفور ثم نظر إلى ساعته لينهض قائلا:
للأسف الوقت إتأخر..و مضطر أمشى عشان اتأخرت على إيللى..

ليبتسم لها قائلا:
متعرفيش الكلام معاكى ريحنى أد إيه..هأشوفك بكرة.

وابتعد مغادرا ليستوقفه صوتها الرقيق وهي تقول:
دكتور ريان !

إلتفت إليها وفى عينيه ظهر عتابا لتقول متلعثمة:
آسفة..ريان.

إبتسم لتستطرد قائلا:
مقلتليش ليه ما جبتش أطفال تانى من غزل..ومكملتش الحكاية.

ظهرت لمحة من الألم مرت سريعا بعينيه قبل ان تعود عيونه صافية وهو يقول بهدوء:
هكملك بكرة..سلام.

ثم التفت مغادرا ومغلقا الباب خلفه بهدوء لتستند تمارا برأسها على الوسادة تراجع كل ما مر فى حياتها..لتغمض عينيها حزنا وهي تحاول أتنفض أفكارها التى تؤلمها بشدة..لتمر عبر عينيها صورة ريان وهو متأثرا بقصته وحبيبته غزل..غزل التى تعرضت لما تعرضت إليه تمارا ولكنها فقدت حياتها أثناء ذلك..لتحمد ربها على أنها حية..كي تستطيع أن تنتقم ممن كانوا سببا فى عذابها..ستصل لهم فردا فردا وستنتقم..نعم فهي لن تدعهم ينعمون بحياتهم بينما هي تعانى..سيرون كيف تتحول المرأة من كائن رقيق إلى وحش كاسر عندما تفقد كل شئ.


دلفت ريم بخطوات رقيقة إلى ذلك الكافيه..لتجول بنظراتها بين جنباته ..وجدت ماجد جالسا على إحدى الطاولات..يشير إليها بيده..إتجهت إليه على الفور وقد إرتسمت على شفتيها إبتسامة بادلها إياها ماجد الذى نهض لإستقبالها..مدت يدها إلى يده الممدودة إليها للسلام..ضغط على يدها وهو ينظر إلى عينيها الجميلتين..كيف لم يراها جميلة من قبل..ترى ألأنها كانت تعامله بجفاء فعاملها بالمثل ام لأنه كان سيتزوج أختها؟انه حقا لا يعلم..أبعدت ريم يدها عن يده بارتباك وهي تلاحظ نظرته إليها لتجلس بهدوء ويجلس بعدها قائلا :
وحشتينى.

نظرت إليه ريم بدهشة قائلة:
مش معقول كلامك ده ياماجد..معقول أكون قدرت ابقى جواك بالسرعة دى؟

ابتسم قائلا:
ومش معقول ليه..مش يمكن كنتى جوايا من زمان وانا اللى مكنتش حاسس.

نظرت إليه ريم بلهفة قائلة:
بجد ياماجد..بجد كنت جواك؟

عقد حاجبيه فى حيرة وهو يقول:
يهمك اوى ياريم تعرفى؟

أومأت برأسها قائلة بسرعة:
يهمنى طبعا انت متعرفش أنا بح......

صمتت وقد كادت أن تعبر له عن مشاعرها..ليشعر بها ماجد ..ويقرر ان يخرج مكنون قلبها ..لذا مد يده إلى يدها الموضوعة على المائدة وأمسكها بيده قائلا بهمس:
انتى إيه ياريم؟

أطرقت ريم برأسها ودقات قلبها يعلو صخيبها قائلة :
لأ ..قول إنت الأول.

مد يده الأخرى يرفع ذقنها لتتواجه عينيه مع عينيها وهو يقول:
هقول يا ريم ..هقول كل حاجة بس محتاج أطمن..طمنينى ياحبيبتى.

نظراته ..لمساته..كلماته..لاتدرى ماذا أثر فيها منهم لتندفع وتخبره بكل ما خبأته عنه قائلة:
أنا بحبك ياماجد ومن زمان..من  أول ما خطبت تمارا وانا شايفاك كتير عليها..كنت شايفاك لية انا..خطيبى انا..مكنتش عارفة انت شايف فيها إيه..دى واحدة على نياتها وتقريبا ساذجة ومكملتش تعليمها ومش نافعة فى حاجة..كتمت مشاعرى جوايا وبعدت عنكم ..لإنى كنت كل ما أشوفكم بتجنن..بتقيد نار فى قلبى..لغاية ما سبتها وعرفت إنك أخيرا فقت وشفت إنها مش ممكن تنفعك ولا تناسبك..بدأت أكلمك وانا بدعى إنك تحس بية ..تدينى فرصة.ودلوقتى أنا خايفة..مرعوبة بعد ما سمعتنى تصدنى وملاقيش جواك نص اللى جوايا ليك.

ابتسم وهو يرفع يدها يقبلها بحنان لتبعد يدها بارتباك ..اتسعت ابتسامته وهو يرى خجلها ليقول :
انا جوايا مشاعر ليكى زي اللى جواكى وأكتر.

اتسعت عينيها بدهشة ليقول هو بابتسامة خلبت لبها:
أنا عشت مع تمارا أد ما عشت..مكنتش مكالمة منها بتخلينى طاير من الفرحة زي مكالمتك..ولا كانت لمسة ايديها او نظرة عينيها بتقيد فية النار بالشكل ده.

أطرقت ريم برأسها فى خجل ليمد يده مجددا يرفع ذقنها لتتواجه عينيهما..ويقول ماجد بحب:
انا بحبك ياريم وعايز أرتبط بيكى.

ظهر الارتباك على وجهها لتبتعد بوجهها عن يده وهي تقول:
دلوقتى..مستحيل.

عقد حاجبيه لتقول هي بإضطراب:
قصدى يعنى..تمارا مختفية..صحيح فيه ناس شافوها وهي بتعمل حادثة والكل بيقولوا انها ماتت بس لسة ملقيناش جثتها..ده غير ان بابا مبيحبكش أصلا..وهنلاقى صعوبة فى إقناعه..أنا فى رأيى نصبر حبة لحد....

وصمتت لتستطرد بعد لحظة قائلة:
لحد يعنى ..ما يفوت شوية على موت تمارا..ونقدر نقنع بابا.

تراجع ماجد يستند إلى كرسيه بإرتياح قائلا:
رغم انى اقدر أقنع والدك بسهولة..ورغم انى مش مقتنع بإننا لازم نستنى..بس عشان خاطر عيونك ياريم..هستنى..بس موعدكيش أستنى كتير.

ابتسمت ريم قائلة:
انا كمان بوعدك يا ماجد اننا نتجوز بأسرع وقت.

بادلها ابتسامتها غافلين عن عيون اتقدت شرارة الحقد فيهم..يشتعل قلب صاحبتهما بغضب ستتركه ليحرق الأخضر واليابس..فبعد ما رأته لم يعد أمامها سوى الانتقام..الانتقام ممن خدعها بإسم الحب..ثم ألقاها كما يلقى شراب مهترئ فى سلة قمامته..وستنتقم من تلك الحرباء الصغيرة والتى تظهر نفسها أمام ماجد بمظهر هي بعيدة كل البعد عنه..فوحدها هي من تعرف حقيقة ريم..هي وفتاة أخرى لم تعد على قيد الحياة..فتاة تدعى.....تمارا.



    مقالات ذات صلة

    تعليقات