اعلان

رواية امرأة وخمسة رجال الجزء الحادى عشر

رواية امرأة وخمسة رجال الجزء الحادى عشر

قالت ميار بهمس مماثل:
مالى بس ياماما؟..ما أنا زي الفل اهو.

قالت سهام:
فل إيه ياميار..ده انتى وشك أصفر وخاسة وعينيكى دبلانة..أنا هاخدك بكرة للدكتور يطمنا عليكى.

رنت ميار بعينيها.. تسترق النظر إلى زوجها بسرعة لتجده مازال يتحدث مع أباها فى أمور الشركة.. ومنغمسا كلية فى الحديث لتعود بنظراتها إلى والدتها قائلة:
دكتور إيه بس؟انا كويسة زي ما قلتلك..الموضوع كله قلة نوم مش أكتر..عشان خاطرى ياماما متجيبيش سيرة الدكتور أدام وليد..وليد أصلا من ساعة ما عرف وهو مش سايبلى فرصة أتنفس ..متعمليش ده.. ومتشيليش ده واشربى ده وكلى ده..لما اتخنقت.

نظرت إليها سهام فى حيرة قائلة:
طب ما هو كويس أهو وآخد باله منك..تتخنقى ليه بقى; ياميار..حد يتخنق برده من الاهتمام؟

رمقت ميار وليد ليقول قلبها بسخرية........
اهتمام؟ ..عن أي اهتمام تتحدثين ياأمى؟ان كان يهتم بأحد فهو ذلك الطفل الذى ينتظره بفارغ الصبر..والذى منذ ان علم بأنه فى الطريق وأصبح يعاملنى معاملة خاصة ..لقد كدت أن أطير من السعادة ظنا منى أنه اهتماما خاصا بى،لأسمعه يتحدث فى مرة مع والدته وأدرك أن كل ما يهمه هو هذا الطفل ولأذهب أنا إلى الجحيم..ماذا أقول لكى ياأمى؟ أننى سمعته وهو يعاتب أمه على جعله يترك محبوبته التى لم ولن يسكن أحد سواها قلبه..وأنها كان من الممكن أن يكون لديها الآن حفيد بالفعل لولا تخليه عنها..أأخبرك أننى لم أعد أرى النوم إلا لماما..ولم تعد عيناي قادرة على سكب الدموع بعد أن ذرفت فى تلك الليلة كل دموعها..أأخبرك أننى فقدت الرغبة فى الحياة ولولا ذلك الطفل بداخلى ما عشت فى تلك الدنيا لحظة واحدة؟..عن أي شئ ياأمى أخبرك؟..أأعاتبكم لأنكم جعلتمونى بلا قيمة عند زوجى عندما أجبرتموه جميعا على الزواج بى كما اخبر والدته..أم أعاتبكم على حياتى التى ضاعت منى؟ ..تلك الحياة التى تقيدنى وتزهق أنفاسي..ومع الأسف مضطرة ان أعيشها لكي أربى ولدى بين أبويه..لا..لن اخبركى بأي شئ........فقط سأصمت وأخبئ أحزانى كما اعتدت مرارا وتكرارا..سأعيش ياأمى من أجل طفلى وكفى.

أفاقت من أفكارها على صوت والدتها التى قالت بحيرة:
ميار ..روحتى فين؟

التفتت إليها ميار قائلة فى سخرية مريرة:
أنا هنا ياماما..هروح فين يعنى؟

رن هاتف ريان ليبتسم وهو يرى رقم المنزل فى مرسى مطروح ويدرك أن محدثته هي إيلين ليجيب هاتفه قائلا:
حبيبة بابى ..وحشتينى.

قالت دادة حليمة فى قلق:
انا مش إيلين ياسعادة البيه..أنا حليمة.

انتقل قلقها على الفور إلى ريان ليقول متوجسا:
خير يادادة حليمة..إيلين فين؟

ابتلعت حليمة ريقها وهي تقول :
ايلين وقعت من على المرجيحة واتخبطت فى راسها واحنا دلوقتى فى المستشفى.

اعتصر ريان سماعة هاتفه وهو يقول فى خوف:
وهي عاملة إيه دلوقتى يادادة؟..طمنينى عليها بسرعة.

قالت حليمة:
هي دلوقتى جوة مع الدكتور فى أوضة العمليات يابيه..

كان ريان قد أخذ مفاتيحه وهو يركض باتجاه سيارته عندما سمع كلمات حليمة ليتوقف قائلة بجزع:
عمليات..حليمة..قوليلى بأمانة..حالتها إيه؟؟فيه خطر على حياتها؟؟

قالت حليمة:
لأ يابيه اطمن..الدكتور بيقول بسيطة..بس انت عارف انها لما هتخرج من العمليات وتفوق هتفضل تعيط وتطلبك.

كان ريان قد عاود الركض ليدلف إلى سيارته منطلقا بها وهو يقول:
مسافة السكة يادادة انا فى الطريق دلوقتى..هاخد أول طيارة على مرسى مطروح.

قالت حليمة بارتياح:
مستنيينك ياسعادة البيه..توصل بالسلامة.

اغلق ريان الهاتف والقاه بجواره وهو يسرع بسيارته باتجاه المطار وكل تفكيره فى إيلين..يقاوم أفكاره السوداء عن امكانية فقدها تماما كما فقد أمها..وهو بعيدا عنها..ليلعن غباؤه الذى لم يجعله يسافر لها البارحة..فربما لو كان معها ما حدث لها كل ذلك..نعم انه وحده الملام ....ولا أحد غيره.

مقالات ذات صلة

تعليقات