رواية امرأة وخمسة رجال الجزء الثانى
قالت منيرة فى هدوء :
بصى ياميار.. جوازك من وليد ده حلم بنات كتير..كانوا مستعدين يعملوا أي حاجة عشان يكونوا فى مكانك..وأي ست عاقلة بتحافظ على بيتها هتتحمل..وهتشوف إزاي ممكن تخلى جوزها يحبها وميستغناش عنها..خدى بالك من بيتك وخدى بالك من جوزك عشان مترجعيش تندمى ياميار.
لتنهض قائلة فى حزم:
أي جواز فى الدنيا لازم تحصل فيه تنازلات ..إذا كنتى مستعدة تقدمى تنازلات عشان علاقتكوا تنجح يبقى هتكملى معاه أما لو لأ..فساعتها انتى حرة..القرار يرجعلك.
لتمشى مغادرة الحجرة فى هدوء..تتبعها عينا ميار الحائرتين..تتساءل هل هي حقا مستعدة لتقديم تلك التنازلات للحفاظ على زواجها من وليد؟وهل ذلك الزواج يستأهل أن تفعل ذلك؟ترى هل تحبه إلى تلك الدرجة؟لتظل أسئلتها عالقة.......دون إجابة.
قال عزت فى ملل:
يوووه ياوليد..احنا لسة موصلناش لشقتك؟
قال وليد الذى يقود السيارة بصعوبة من أثر تلك الحبوب:
قربنا أهو ياعزت..
قال عزت:
يعنى مش كنا جبنا البت زيزى معانا.. أهى كانت طرت لينا الليلة حبة بدل ماهي ناشفة كدة؟
قال كمال وهو يحاول أن يفيق من أثر المخدر الذى يسرى فى دمه :
يعنى وهي رضت تيجى معانا وإحنا مجبنهاش؟..ما قالتلك ان إحنا كتير عليها.
قال وليد وهو يحاول أن يفتح عينيه بصعوبة:
أحسن إنها جت منها وهي دى أشكال أصلا تطرى قعدة..ذوقك بقى لوكال ياعزت.
قال عزت بسخرية وهو ينظر خارج السيارة:
خلينالك الذوق العالى ياكبير.
ليصرخ فجأة قائلا:
اقف ياوليد..بسرعة.
توقف وليد كابحا فرامل سيارته على الفور..قائلا:
فيه إيه؟
أشار عزت إلى الجهة الأخرى من الطريق قائلا:
بصوا كدة ع المزة اللى هناك دى..يالهوووى..دى صارووخ.
نظر كل من كمال ووليد إلى الجهة التى ينظر إليها عزت لتلتمع عينا وليد وهو يقول:
فعلا ياواد ياعزت..صاروخ.
قال عزت بتباهى:
عشان تعرف بس ذوقى ياسى وليد..آل لوكال آل.
قال كمال :
الحقيقة البت قمر ..بس واقفة فى الحتة المقطوعة دى ليه وفى الوقت ده؟
قال عزت:
تلاقيها شمال..وواقفة تلقط رزقها..ماتيجوا نجرب ..مش جايز تظبط وأهى أحلى من البت زيزى بمراحل.
قال وليد وهو يفكر:
من جهة أحلى فهي أحلى..ومالوا.. تعالوا نجرب..
ليدير سيارته وهو يلتف بها من المحور المقابل ليقترب منها بسرعة ثم يتوقف بجوارها تماما.
....كانت تمارا تقف على الطريق تلعن ذلك الحظ الذى جعلها تفكر فى ركوب سيارة أجرة لتظل قرابة النصف ساعة فى هذا المكان ولم يقترب منها سوى بعض السيارات المسرعة..حتى هاتفها الذى حاولت أن تتصل بماجد من خلاله.. وجدته فارغا لتلعن حظها مجددا وهي تنظر إلى ساعتها تدرك أنها ستحظى بتقريع من والدها يساوى ماحصلت عليه منه طوال حياتها..لتفيق على صوت توقف سيارة بحدة بجوارها وصوت صاحبها يقول بلهجة ثقيلة:
القمر رايح فين؟
نظرت إليه تمارا لتشعر بأن وجهه مألوف إلى حد ما..لابد وأنها رأته فى مكان ما ولكن أين؟ليقول ذلك الشاب الذى فى الخلف:
ماتيجى معانا يامزة واللى انتى عايزاه هتاخديه؟
هنا أدركت تمارا مايحدث ..انهم مجموعة من الشباب أولاد الأغنياء والذين يظنون أنهم يستطيعون شراء شرفها بالمال..لتشيح بوجهها عنهم وهي تنظر إلى الطريق تدعوا الله من كل قلبها أن تجد أي سيارة أجرة لتركبها وتبتعد عنهم لينتفض قلبها رعبا حين هبط ذلك الرجل بالخلف قائلا:
ماتعبرينا يامزة..إيه مش عاجبينك ولا إيه؟
أغمضت عينيها وهي تدرك من لهجته الثقيلة وترنحه أنه لابد وأنه مخمور..مما زاد الطين بلة..لتنظر حولها تريد ان تستنجد بأي أحد فلم تجد..حاولت أن تمشى بعيدا عنه ولكن استوقفتها يده التى أمسكت بها قائلا بحدة:
رايحة فين وسايبانى.
نفضت يده فى غضب قائلة:
سيب إيدى ياحيوان.
ليصفعها بقوة قائلا:
حيوان..لأ ده إنتى عايزة تتربى من أول وجديد.
أمسكت تمارا وجنتها بيدها فى ألم وكادت أن تضربه باليد الأخرى ليمسك يدها بينما وجدت ذلك الشابين قد خرجا من السيارة وأصبحا بجوارهما فى ثانية وأحدهما يقول:
فيه إيه ياعزت ..مالها البت دى؟
قال ذلك العزت:
بتشتمنى ولازم تتربى.
قال ذلك الشاب :
طب يلا هاتوها معانا واحنا نربيها بطريقتنا.
اتسعت عينا تمارا فى جزع وهي تستمع إلى تلك الكلمات لتتركهم وهي تهرول مبتعدة ..تطلق ساقيها للرياح هربا منهم..لتجد نفسها فى ثوان..مقيدة من قبل أحدهم الذى وضع يده على فمها يكمم صوتها..و حملها معه رجل آخر منهم..بينما أسرع الثالث لفتح باب السيارة قائلا:
يلا بسرعة قبل ما حد يشوفنا.
لتجد تمارا نفسها فى سيارة مجهولة مع رجال لا تعرفهم يقيدونها بقوة ويكممون فمها متجهين إلى مكان ما لتصرخ بكل قوة وتركل بقدمها بشدة..تحاول الإستنجاد بأي أحد.. قبل أن تشعر بضربة على رأسها و يحيط بها الظلام.
تعليقات
إرسال تعليق