اعلان

رواية امرأة وخمسة رجال الجزء الثالث

رواية امرأة وخمسة رجال الجزء الثالث

ثم تركها واقفة مكانها فى صدمة واتجه إلى السرير يتمدد عليه بهدوء واضعا ذراعه على وجهه..يخفى ملامحه..لتتنهد ميار فى يأس.. ثم تضع يدها على بطنها تربت عليها قائلة فى همس:
مفيش فايدة.

فتحت علياء عينيها تشعر بصوت أنين مكتوم..إلتفتت تجاه الصوت لتجد كمال بجوارها يهتز جسده لتعتدل على الفور وتربت على ظهره قائلة:
كمال ..إنت كويس؟

لم يجيبها..فقط إزدادت إهتزازات جسده لتنهض من مكانها وتلتف تجاهه لتتوقف فى صدمة وهي تضع يدها على فمها تكتم شهقة كادت أن تخرج منها وهي ترى دموعه المتساقطة على وجهه..سقط قلبها بين قدميها ..واقتربت منه بسرعة لتجلس على ركبتيها بجوار السرير..تضع يدها على وجهه قائلة وهي تمسح دموعه بيديها:
مالك ياكمال..بتعيط ليه بس ياحبييى؟

نظر إلى عينيها ولم يجيبها..لتشعر بالقلق يعصف بكيانها..وهي تقول:
كمال رد علية ..أنا قلبى هيقف من القلق.

نهض كمال وهو يعتدل جالسا..يمسك ي;يها ينهضها ويجلسها بجواره قائلا بصوت مختنق من البكاء:
أنا كويس ياعلياء.

قالت علياء بقلق:
لأ مش كويس..دى أول مرة أشوفك بتعيط..أكيد حصل حاجة.

أطرق كمال برأسه وهو يترك يديها قائلا:
حصل حاجات ياعلياء..حاجات.

قالت علياء بتوجس:
إيه بس اللى حصل وخلاك بالشكل ده؟

رفع كمال وجهه إليها وهو يمسح دموعه بيديه بسرعة قائلا بتوتر:
ها..لا محصلش حاجة ..

نظرت إليه بشك قائلة:
حصل ولا محصلش..مالك ياكمال متلخبط كدة ليه..فيك إيه؟

نهض كمال قائلا فى توتر:
هيكون فيه إيه يعنى ياعلياء..غلطة..قصدى يعنى إتخانقت مع وليد وعزت وقلنا شوية كلام كدة ملهمش لازمة..وحلفت ما أعرفهم تانى..علاقتنا أصلا من الأول كانت غلطة..بس ..هو ده الموضوع كله ياعلياء..إرتاحتى.

شعت عيون علياء بالفرحة وهي تقول:
إرتاحت؟ده أنا لولا الملامة كنت زغردت ياراجل..دى دعوتى اللى كنت بدعيها الفترة اللى فاتت دى كلها وأخيرا ربنا إستجابها منى.

نظر إليها كمال ولم يعلق لتقول فى توجس:
بس لما انت بتقول إنها غلطة..بتعيط ليه بس ؟

أشاح كمال بعينيه قائلا:
متضايق ياستى من الكلام اللى قالوهولى..وياريت تبطلى السين والجيم والمحضر اللى انتى فاتحاهولى ده..عشان أنا فية اللى مكفينى وعايز أنام وأرتاح.

قالت علياء :
طب خلاص ياكمال تعالى نام والصباح رباح..تبقى تحكيلى اللى حصل لما تقوم من النوم..أو أقولك أنا هروح أعملك كوباية لمون تروق دمك قبل ما تنام ياأخويا..ما هو ماينفعش تنام وإنت كدة.

أمسكت يده تجلسه على السرير قائلة :
أقعد بس استنانى هنا..ثوانى وراجعالك.

لتغادر الحجرة تتبعها عيناه فى ألم قائلا:
أقولك إيه بس..انتى لو تعرفى مش هتعمليلى لمون..هتعمليلى سم هارى ياخدنى ويريحنى من اللى أنا فيه ياعلياء..ياريتنى سمعت كلامك وبعدت عنهم... ياريتنى.

ليطرق برأسه أرضا ودموعه تعود للظهور مجددا..يبكى ندما على غلطة يدرك انه سيدفع ثمنها آجلا كان أو عاجلا..ووقتها لن ينفعه الندم.

قال ماجد بعصبية:
يعنى هتكون راحت فين بس..الساعة داخلة على عشرة الصبح؟انتوا إزاي بس متعرفونيش من بالليل إنها مرجعتش البيت.

قال إسماعيل بغضب:
كنت هتعمل إيه يعنى..أنا قلت من زمان..البت دى عايزة تتربى من أول وجديد.

قالت سعاد بسرعة:
بنتى متربية ياإسماعيل...

قاطعها إسماعيل قائلا فى غضب:
إخرسى خالص..مسمعش صوتك.

إنزوت سعاد فى مكانها بينما قال ماجد بعصبية:
أنا بقى مش هسكت..أنا لازم أعرف هي فين لغاية دلوقتى وتليفونها مقفول ليه؟آخر مرة كلمت فيها وفاء كانت الساعة 11..أنا مش عارف بس إزاي تخبى علية إنها هتشتغل وردية بالليل..إزاي؟

قالت ريم أخت تمارا فى سخرية:
قول لنفسك يامسيطر.

رمقها ماجد شذرا وكاد أن يقول شيئا لولا تعالى رنين جرس الباب لتذهب إليه ريم وتفتحه فإذا بسعيد جارهم يدلف إلى المنزل وهو يقول :
إلحق ياعم إسماعيل ..إلحقى ياست سعاد..أمى كلمتنا من المستشفى ..بتقوللى إنها شافت الست تمارا هناك.. جايبينها فى حادثة وحالتها خطيرة.

لترتجف القلوب رعبا مع إنطلاقة صرخة سعاد بإسم إبنتها فى لوعة.

مقالات ذات صلة

تعليقات