اعلان

بحث عن التعاقب البيئي

 بحث عن التعاقب البيئي

التعاقب البيئي ECOLOGICAL SUCCESSION

تتعرض المناطق الطبيعية إلى اضطرابات ( أو تغيرات سلبية ) Disturbances من أنواع شتى . و هذه الاضطرابات ليست جميعها من فعل البشر ، بل قد تكون طبيعية كالعواصف و النار ( الحرائق ) التي ما فتئت جزءا من البيئة . وقد أثرت هذه التغيرات السلبية على البيئة منذ أزمان بعيدة بحيث تأقلمت Adaptedd ( أو تكيفت ) الكائنات الحية معها إلى المدى الذي يمكن للبيئة ( أو سطح الأرض ) أن تستفيد من هذه التغيرات السلبية على المدى الطويل .


فللحرائق الطبيعية مثلا فوائد عدة: منها أن الأشجار في الغابات التي لم تتعرض للحرائق قد تضعف فتصبح معرضة للآفات الحشرية و الأمراض ، بينما تزداد مقاومة النباتات المتبقية بعد الحرائق لهذه الآفات و الأمراض . و على أي حال ، تتغلب الطبيعة على مثل هذه التغيرات البيئية السلبية بحدوث ما يسمى التعاقب البيئي  Ecological Succession و الذي يمكن تعريفه بالانتقال المنظم من مجتمعات حيوية معينة Biotic Communityy إلى مجتمعات حيوية أخرى . 

و ما يحدث خلال التعاقب البيئي هو أن يحل مجتمع حيوي محل آخر تدريجيا مع الزمن . و هذا الثاني يحل محله مجتمع ثالث ، و حتى يمكن أن يحل مجتمع رابع محل الثالث . و نستطيع مشاهدة كثير من الأمثلة على التعاقب البيئي حولنا . فمثلا إذا تركت قطعة أرض مغطاة بالتربة دون زراعة وسقطت عليها كمية كافية من الأمطار تبدأ الأعشاب بالنمو أولا ، و بعد بضع سنوات تغزوها الشجيرات ، ثم بعد سنين عدة تبدأ الأشجار بالسيطرة على المكان . 


و يكمن سبب حدوث التعاقب البيئي في التغير الذي يطرأ على البيئة الطبيعية بفعل نمو المجتمع الحيوي نفسه ،  بحيث تصبح المنطقة مناسبة لعيش مجموعة جديدة من الأنواع . و في الوقت نفسه تصبح أقل تناسبا مع المجتمع الحيوي الحالي أي الذي كان أصلا . و لا يستمر التعاقب في الأنواع إلى ما لا نهاية . إذ ينتهي المطاف بحالة من الاستقرار ، حيث يتم الاتزان ما بين جميع الأنواع و البيئة الطبيعية . و تدعى هذه المرحلة النهائية نظام الذروة البيئي Climax Ecosystemm . وت سمى التجمعات الحيوية المستقرة ( أو الناضجة ) مجتمعات الذروة Climax Community .


و يمتاز نظام الذورة بأنه :

ذو مقاومة عالية للتأثيرات السلبية ،

ذو تنوع حيوي عال High Species Diversity ،

غني بالمواد الغذائية و المواد العضوية ،

بأنه يظهر درجة عالية من الانتظام .

و لكن يجب التركيز ، أنه حتى أنظمة الذروة قد تتعرض للتغير إذا ما حدثت تغيرات جذرية في المناخ ، أو دخول أنواع جديدة أو إزالة ( نزع ) أنواع قديمة من النظام البيئي . غير أن التغير يكون بطيئا في أنظمة الذروة إذا ما قورن بالتغير في المراحل الأولى من التعاقب البيئي حيث قلة التنوع الحيوي . و يوجد نوعان للتعاقب البيئي: تعاقب بيئي أولي و تعاقب بيئي ثانوي .


التعاقب البيئي الأولى PRIMARY SUCCESSION

إذا كانت المنطقة غير مأهولة بالحياة سابقا فإن عملية ظهور أولى الكائنات الحية Initial Invasion ، أي عملية الغزو الأولية لكائنات حية للمنطقة ثم الانتقال Progression من مجتمع حيوي إلى المجتمع التالي تدعى التعاقب البيئي الأولي . مثال ذلك غزو الأنواع النباتية التدريجي لصخور جرداء حتى تصبح في النهاية مغطاة بغابة تتبع لنظامبيئة الذروة . تعتبر الصخور الجرداء بيئة غير مناسبة للحياة لعدم وجود التربة و لعدم وجود أماكن تستقر بها البذور و تلقح . و حتى لو تم ذلك فإن البذور الملقحة ستموت لندرة الماء أو للتعرض للرياح أو أشعة الشمس الساقطة مباشرة على سطح الصخور الجرداء . 


غير أن بعض أنواع الطحالب Moss يمكن أن تتكيف مع هذه البيئة . و تسمى أول الأنواع التي تظهر في المنطقة الطلائع Pioneerss . و يوجد لهذه الطحالب حبوب لقاح صغيرة جدا يمكن أن تستقر و تلقح في الشقوق الضيقة في الصخور . و هي سريعة النمو بالإضافة إلى قدرتها على تحمل الجفاف إذا دخلت في حالة السبات . و مع إضافة أي كمية ولو قليلة من المياه ، تنمو الطحالب و تشكل في النهاية حصيرة Matt تعمل على تجميع حبات التربة المتكونة من تجوية الصخور . فهي تفرز حموضا عضوية تعمل على إذابة الصخور تحتها و تحويلها تدريجيا إلى تربة . و عند تحلل الطحالب نفسها تنتج مواد عضوية تشترك في تكوين التربة . و بذلك تتكون طبقة رقيقة من التربة تعمل الطحالب على تثبيتها فوق سطح الصخور . و هذه بدورها تشكل مكانا مناسبا لتجمع بذور النباتات الأكبر و الاحتفاظ بالمياه اللازمة لنمو هذه النباتات 


. و بنمو هذه النباتات الكبيرة ثم تحللها بعد موتها تتوفر المادة العضوية اللازمة لتكون طبقة أسمك من التربة ، حيث  تتمكن الأشجار الصغيرة من النمو فيها . و بعدها تنمو الأشجار الكبيرة مشكلة في النهاية الغابة التي تتبع لنظام الذروة . و في أثناء ظهور النباتات الكبيرة و نموها يؤدي سقوط أوراقها و أغصانها بالإضافة إلى حجمها لأشعة  الشمس إلى القضاء على الطحالب ( الطلائع ) و الشجيرات الصغيرة . و نلاحظ مما سبق ، إنه حدث تعاقب تدريجي للكائنات الحية من الطحالب إلى نباتات صغيرة و في النهاية إلى النباتات الكبيرة التي تشكل غابة تتبع لنظام بيئة الذروة . و يمكن حدوث هذا التعاقب البيئي الأولي في أماكن متعددة فوق سطح الأرض حيث توجد  الصخور الجرداء المتكونة بفعل الطفوحات البركانية ، أو الانزلاقات الأرضية أو الزحف الجليدي ، أو تكون الجزر البركانية أو حتى الحت الكامل لغطاء التربة  أو فوق كثبان رملية .


التعاقب البيئي الثانوي SECONDARY SUCCESSION

إذا ما أزيل الغطاء النباتي من منطقة ما بفعل الحرائق أو الأعاصير أو الفيضانات ، أو حتى بفعل البشر خلال قطع الغابات للحصول على الأخشاب أو الأراضي الزراعية أو السكنية ، أو حراثة الأرض أو نشاطات التعدين ، و أصبحت المنطقة جرداء إلا من التربة ، فإن النظام البيئي المجاور للمنطقة يمكن أن يعاود غزوها تدريجيا خلال مراحل محددة و متعاقبة و لكن ليس فجائيا . و تدعى هذه العملية التعاقب البيئي الثانوي . و يكمن الفرق بين التعاقب البيئي الأولي و الثانوي في أن التعاقب الثانوي يبدأ بوجود طبقة من التربة المتكونة سابقا ، و بذلك لا يحتاج للزمن الطويل نسبيا اللازم لتكون التربة كما في حالة التعاقب البيئي الأولي . 


و أول ما يظهر في المنطقة الخالية من الغطاء النباتي هو أنواع تختلف عن تلك التي كانت تعيش مباشرة قبل حدوث الحريق أو إزالة الغطاء النباتي . و غالبا ما تكون هذه الأنواع من الحشائش التي تستطيع العيش في الظروف الصعبة من قلة الماء و الظل و درجة الحرارة المرتفعة . و بعد ذلك تظهر الأعشاب و الحشائش الأطول التي تحل محل الأنواع الأولى الأقصر . و يعقب ذلك ظهور الأشجار الأطول التي لا تستطيع أن تعيش في ظلها الأعشاب و الحشائش التي تحتاج لأشعة الشمس ، فتحل الأشجار محلها . مما يؤدي إلى تكون غابة من الأشجار تخلو من الأنواع التي ظهرت أولا و تصل إلى مجتمع الذروة Climax Community . و من الجدير بالذكر ، أنه خلال جميع مراحل عملية التعاقب النباتي تصبح إمكانيات الموقع مختلفة بالنسبة للحيوانات . فيحدث أيضا تعاقب على أنواع الحيوانات يصاحب التعاقب النباتي .


التنوع الحيوي خلال التعاقب البيئي

تمتاز المراحل الأولى من التعاقب البيئي بظهور أنواع متعددة من . وتبلغ قمة التنوع الحيوي في المراحل الوسطى من التعاقب البيئي إذ تظهر أنواع متعددة من الأشجار مختلفة الحجم . فتمتاز الغابة بحزم متعددة من أنواع الأشجار 


مقالات ذات صلة

تعليقات