اعلان

بحث عن مصادر التعلم

 بحث عن مصادر التعلم

تعتبر فكرة مراكز مصادر التعلم حديثة نسبيًا, فهي وليدة القرن العشرين, إلا أن جذورها أقدم من ذلك بكثير فقد اتجه التفكير في أوائل الستينات إلى تطويرها من مفهوم المكتبة التقليدي المتمركز حول الكتاب، ثم إلى مفهوم مركز الوسائل التعليمية والذي شاع في الوطن العربي في السبعينات من القرن العشرين؛ عندما أنشىء مركز الوسائل التعليمية في الكويت بقرار من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم؛ وأصبح يعرف مؤخرًا باسم المركز العربي للتقنيات التعليمية؛ ومن ثم انتشر هذا المفهوم في الوطن العربي، ثم تطور المفهوم وبدأ يعرف أخيراً بمراكز مصادر التعلُّم واستجابة لمتطلبات التربية الحديثة، انتقلت فكرة وظاهرة إنشاء مراكز مصادر التعلُّم من طابعها الإقليمي لتحظى باهتمام التربويين في مختلف الدول العربية، فعمدت كل دولة إلى إقامة وإنشاء مركز  مصادر التعلم

حيث أن مفهوم مركز مصادر التعلم يقع تحت طائلة من الأسماء، منها، على سبيل المثال لا الحصر مركز الوسائل المتعددة، مركز وسائل التدريس، مركز الخدمات التربوية، مركز المصادر، المكتبة الشاملة، مركز المصادر التربوية، مركز الوسائل التعليمية، مركز مصادر التعلم، وجميع هذه المصطلحات تعتمد على نوع العمل التي تقوم به والإمكانات الفنية والإدارية المتوافرة فيها. وأيا كان الاسم الذي يطلق على مركز مصادر التعلم فإنه ينحصر تحت طائلة المفاهيم الآتية وهي: التعليم، إدارة الأفراد، الإنتاج، التخزين، الاقتناء، الاسترجاع، التقييم، إجراء البحوث والدراسات، توافر الأجهزة والمواد التعليمية، توافر بعض الغرف والقاعات والورش الدراسية الخاصة بالأنشطة التعليمية المتنوعة، هدفها تأمين البيئة التعليمية المناسبة لتحقيق التعليم الفردي أو الجماعي. 

   وفيما يلي عرض موجز لتاريخ تطور مصادر المعلومات والأنواع المختلفة منها التي ظهرت عبر التاريخ مرتبة من الأقدم إلى الأحدث - بدءًا من المخطوطات في العصور القديمة ووصولاً إلى الإنترنت - مع توضيح طبيعة وخصائص كل منها:

  • المخطوطات: تعرف الموسوعة العربية العالمية المخطوطة بأنها "مصطلح لأية وثيقة مكتوبة باليد أو بآلة مثل آلة الطباعة الشخصية أو الحاسوب الشخصي"، وتستعمل الكلمة للتفريق بين النسخة الأصلية لعمل كاتب ما والنسخة المطبوعة. كما يشير المصطلح لأي وثيقة تاريخية مكتوبة باليد منذ العصور القديمة حتى ظهور الطباعة في القرن الخامس عشر الميلادي (قنديلجى. وآخرون، 2000).
  • الكتب: تطورت الكتب عبر العصور من حيث الشكل والموضوع. وقد لعبت التطورات التي طرأت على صناعة الورق وعلى الطباعة دورًا هامًا في حركة إنتاج الكتب ونشرها بشكل واسع، حتى أصبح الكتاب مع منتصف القرن التاسع عشر صناعة وسلعة رائجة. وللكتاب جذور عميقة في الحضارة الإسلامية، فقد ازدهرت صناعته وبخاصة بعد دخول صناعة الورق إلى بغداد وغيرها من مراكز الحضارة العربية الإسلامية (قنديلجى. وآخرون، 2000).
  • الأعمال الببليوغرافية: الببليوعرافيات عبارة عن قوائم بالكتب تهدف إلى مساعدة الباحث في العثور على عناوين الكتب التي يحتاجها لموضوع بحثه. فهي تساعده في معرفة اسم مؤلف الكتاب ومكان النشر واسم الناشر ورقم الطبعة وعدد صفحات الكتاب وسعر الكتاب وأحيانًا رقم الإيداع الدولي للكتاب ورقم تصنيف الكتاب وفقًا لنظام دي وي العشري وما إذا كان الكتاب يحتوي على خرائط ورسومات توضيحية وما إذا كان الكتاب مزودًا بقائمة بالمراجع وما إذا كان الكتاب جزءًا من سلسلة إضافة إلى أبعاد الكتاب ونوع الغلاف (الجرف، 2015).
  • المصادر المسموعة والمرئية: وتشمل المصادر المسموعة والمرئية الأفلام المتحركة والأفلام الثابتة والشرائح والرسومات البيانية والخرائط والكرات الأرضية والنماذج والألعاب التعليمية والبطاقات البريدية المبرمجة وأشرطة الكاسيت وأشرطة الفيديو والأجهزة المستخدمة معها (الجرف، 2015).
  • المصغرات الفيلمية: تشمل المصغرات الفيلمية الميكروفيلم (الشرائط الفيلمية) والميكروفيش (الشرائح الفيلمية) والميكروفيلم عبارة عن فيلم بكرة مقاس 16 ملم يحمل صورًا فوتوغرافية مصغرة 6 بوصة لمادة مطبوعة. أما الميكروفيش فعبارة عن شرائح بلاستيكية شفافة مقاس 4*6 تحمل صورًا مصغرة لصفحات مادة مطبوعة. حيث تصغر كل صفحة من المادة الأصلية فيما بين 55 و 90 مرة حسب حجم الصفحة. وقد يصل عدد صفحات المادة المسجلة على شريحة الميكروفيش الواحدة إلى 1000 (الجرف، 2015).
  • شبكات المكتبات والمعلومات: وهي عبارة عن تركيب مجموعة من الحواسيب وقواعد البيانات بهدف ربط مجموعة من المكتبات بشكل يتيح للمستخدمين الاستفادة من خدمات المكتبات ومراكز المعلومات المشاركة (قنديلجى. وآخرون، 2000).
  • شبكة الإنترنت كمصدر للمعلومات: ثم جاءت الشبكة الدولية المحوسبة العملاقة "إنترنت" لتمثل قمة التطور في مجال المعلومات والمعارف، واختطفت الأضواء، لتعكس مرحلة وثورة جديدة في عالم المعرفة الإنسانية. وتعد هذه الشبكة أكبر مزود للمعلومات في الوقت الحاضر لأنها تضم عددًا كبيرًا من شبكات المعلومات المحوسبة الموزعة على مستويات محلية وإقليمية وعالمية في مختلف بقاع ومناطق المعمورة.
دور الحاسب الآلي التعليمي في مراكز مصادر التعلم:
   سمح وجود الحاسب بتطبيق استراتجيات جديدة مثل التعلم الفردي والتعلم التعاوني وتنمية مهارات التفكير الناقد والإبداعي، وقد تطور التعلم الفردي بشكل كبير مع دخول الحاسب الآلي لقاعات مراكز مصادر التعلم. ومن أهم أدوار الحاسب الآلي في مراكز مصادر التعلم مايلي:

  • التعليم الجماعي: هنا يكون دور المعلم أوسع من دور الطالب حيث يقوم المعلم بعرض برمجية سبق إعدادها تتضمن أهداف الدرس ومحتواه التعليمي، ويستخدم المعلم داخل مراكز مصادر التعلم جهاز العرض الذي يعرض المحتوى من جهاز الحاسب الآلي، ويشتمل (Data show Projector) المحتوى على حقائق ومعارف وخبرات، ويشرح ما يعرض ويعلق عليه، ورغم أن استخدام الحاسب الآلي قريب من الاستخدام التقليدي للوسائل التعليمية، إلا أن استخدام الحاسب الآلي وجهاز العرض (الداتاشو) يجعل العرض أكثر جاذبية، ويعاب على استخدام هذه الطريقة عدم مراعاة الفروق الفردية، مما يتطلب من المعلم إجراء عملية فحص مستمرة لما اكتسبه الطالب أثناء الدرس.
  • التعلم الفردي: يعرف مرعي والحيلة تفريد التعليم "سلسلة إجراءات تعليمية، وتعلمية تشكل في مجملها نظاماً يهدف إلى تنظيم التعلم وتيسيره للطالب، بأشكال مختلفة، بحيث يتعلم ذاتياً. وبدافعية، وإتقان، وفقاً لحاجاته وقدراته، واهتماماته، وميوله، وخصائصه النمائية " (الشايع، 1436).


مقالات ذات صلة

تعليقات