اجمل ما قيل في وداع مكة
مكّتي لا جلالٌ على الأرضِ يداني جلالَها أو يفوقُ ما تبالينَ بالرشاقةِ والسحرِ فمعناكِ ساحرٌ ورشيقُ.
أنا الجار جار الله مكة مركزي ومضرب أوتادي ومعقد أطنابـي وما كان إلا زورة نهضتني إلى بلاد بها أوطان أهلي وأحبابي.
أمسكت بقلمي ورتبت أوراقـي، وهممت لأخــط أول كلماتي وفجـأة توقفت!ماذا دهاني؟! لماذا لا أعرف من أين أبدأ؟ وإلى أين أنتهي؟! أين ذهبت كلماتي؟ ومالي لا أرى خطوط صفحاتي عند مكة المكرمة يعجز الكلام.
فماذا أقول في موطن وجدت فيه حـب نفـسي، ورقي ذاتي، وقـرار ديني، وأمان حياتي، واستقرار عيشي.
يا منبع الأصالة، يا موطن استشعارالجلالة، نفسي وروحي وقلبي فـدوى لخالقـك يا مكـة.
أسفًا، فاتها أن تشاهد هذا الصباح، كيف يهوي الفضاء على مكة بأفلاكه، وتقاتل فيها الرياح الرياح.
خلال رحلتي في الشرق كله لم أشعر براحة مثل التي شعرت بها في مكة، وأثناء إقامتي بها.
درست النظم المثالية والحياة الواقعية في مكة، وخبرت ذلك وتعلمته في المسجد، والديوان، والمقهى، ومن واقع الحياة اليوميّة.
يا وادٍ أمر الله خليله بسكناه وتفجر فيه بئر زمزم تحت قدمي ابنه.
الذي لا يدري جوهر الحجّ يعود من مكّة بحقيبة مليئة بالهدايا وعقل فارغ.
فأهـلك يا مكة أهل الجود والكرم، قـد تفضل الله عليهـم بالنعـم، واجتباهم منذ القدم، فأظهر فيهم سيد الخلق والأمم.
تعليقات
إرسال تعليق