يارب لطفك ورحمتك

يارب لطفك ورحمتك

عبارة دعاء تتضمن طلب لطف الله تعالى ورحمته. وهي تعبير عن إيمان العبد بقدرة الله تعالى على كل شيء، وأنه هو القادر على تغيير الأحوال، وإجابة الدعاء.

ومعنى لطف الله تعالى: يسره في كل شيء، وسهولة أمره، وحسن تدبيره. ومعنى رحمته: إحسانه وعطفه، وتجاوزه عن السيئات، وهدايته للطريق المستقيم.

ولهذا فإن المؤمن يدعو الله تعالى أن يشمله بلطفه ورحمته، وأن ييسر له أموره، ويصلح حاله، ويتجاوز عن سيئاته.

وهناك العديد من الآيات القرآنية التي تحث على طلب لطف الله تعالى ورحمته، منها قوله تعالى:

{وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (النور: 21).

{وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ} (إبراهيم: 42).

{رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} (البقرة: 286).

وهناك العديد من الأحاديث النبوية التي تحث على طلب لطف الله تعالى ورحمته، منها حديث النبي صلى الله عليه وسلم:

"يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه، ذكرتُه في نفسي، وإن ذكرني في ملأ، ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرَّب إليَّ شبرًا، تقرَّبتُ إليه ذراعًا، وإن تقرَّب إليَّ ذراعًا، تقرَّبتُ إليه باعًا، وإن أتاني يمشي، أتيته هرولة".

وهذا الحديث يبين أن الله تعالى قريب من عباده، وأنه يجيب دعواتهم إذا دعاه بصدق وإيمان.

وهكذا، فإن طلب لطف الله تعالى ورحمته من أهم العبادات التي يحرص عليها المؤمن، فهو تعبير عن إيمانه بقدرة الله تعالى، وحسن ظنه به، واعتماده عليه في كل أموره.