وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا تفسير الميزان
تفسير الميزان للآية (13) من سورة الحجرات:
يقول الطباطبائي في تفسير هذه الآية:
"قوله تعالى: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا} الآية، في هذه الآية إشارة إلى أن الاختلاف في الأجناس والألسن والألوان والقبائل والبلدان، الذي هو من مظاهر الخلق، لم يكن عبثاً ولا اعتباطاً، بل كان لحكمة بالغة، وهي التعارف والتواصل بين الناس، والتعاون والمصالحة بينهم، وتحقيق التكامل الاجتماعي والثقافي.
فالناس خلقوا من أصل واحد، وهو آدم وحواء، ولكنهم اختلفت أجناسهم وألسنتهم وقبائلهم ليكونوا متنافرين متخالفين، فيتعارفوا ويعرف بعضهم بعضا، ويتبادلوا الثقافات والعلوم والمعارف، ويتعاونوا فيما بينهم، ويحققوا المصالح المشتركة، ويعيشوا في سلام ووئام.
وقوله تعالى: {إن أكرمكم عند الله أتقاكم}، أي: إن أشرفكم وأكرمكم عند الله وأقربكم منه، هو الأكثر تقوى وإيمانا، وليس الأكثر نسبا أو مالا أو جاها.
وهذا التفسير يدل على أن الاختلاف بين الناس أمر طبيعي، وأن الله تعالى خلقه لحكمة بالغة، وهي تحقيق التعارف والتواصل بين الناس، وتحقيق التكامل الاجتماعي والثقافي.
تعليقات
إرسال تعليق