اعلان

رواية امرأة وخمسة رجال الجزء العشرون

رواية امرأة وخمسة رجال الجزء العشرون

أغلقت نجوى باب حجرتها عليها بالمفتاح..تحمد الله أنها وجدت أخاها وزوجته فى حجرتهما عندما عادت..وإلا فضح أمرها على الفور..اقتربت من المرآة..تنظر إلى نفسها بمرارة..رفعت ياقة فستانها جانبا لتظهر تلك العلامات الزرقاء والتى تذكرها بمصيبتها..أمسكت زجاجة العطر وكادت أن تحطم بها مرآتها..فهي ﻻ تريد ان ترى نفسها فى المرآة بهذا الشكل..ولكنها تراجعت فى اللحظة الأخيرة ..خوفا من بطش أخيها ما إن يدرك ما حدث لها..فالخطأ أولا وأخيرا يقع عليها..هي من ذهبت إليه بقدمها..هي من سلمته نفسها يفعل بها مايشاء..نعم فهذا بالضبط ما قاله لها.

فلاش باك

استيقظت نجوى لتجد نفسها فى السرير فى حجرة غريبة عنها.. اتسعت عينيها بشدة وهي ترى نفسها عارية تماما تحت ذلك الغطاء الذى يسترها..وتلك الملاءة تحتها بها بعض الدماء لتتذكر ماحدث قبل أن تسقط مغشيا عليها..وتدرك ان علاء إستغل سذاجتها واستدرجها إلى بيته ليسلبها أعز ما تملك..وضعت يدها على فمها تكتم صرخة مدوية وتساقطت دموعها قهرا تنعى عنادا وغباءا أهلكوها..لتلطم خديها ندما على مخالفة تحذيرات أخيها والتى قالها لها مرارا وتكرارا..لتضرب هي بهم جميعا عرض الحائط وتدخل بقدميها إلى منزل ذئب بشري..دلف علاء فى تلك اللحظة إلى الحجرة ليقول بابتسامة:
انتى صحيتى ياحبيبتى..صباحية مباركة.

نهضت نجوى بغضب تلف حولها ملاءة السرير وهي تتجه إليه تمسكه من ياقة قميصه قائلة بااحتقار:
انت سافل وحقير..إزاي تعمل فية كدة..روح ياشيخ منك لله..طب كنت اعتبرنى زي اختك وخاف علية زي ما بتخاف عليها..ده داين تدان ياأخى..داين تدااان.

شعرت بارتباكه لثانية قبل أن ينزع يدها من على ياقة قميصه قائلا:
اختى مستحيل تعمل زيك وتروح لراجل عازب فى بيته مهما قالها..اختى بتتعلم فى بلد تانية ومعاها أمى آخدة بالها منها..الدور والباقى على اللى ملهاش كاسر يلمها..ودايرة على حل شعرها.

نظرت إليه وقد اغروقت عيناها بالدموع قائلة بصدمة:
أنا..أنا ياعلاء مليش كاسر ودايرة على حل شعرى؟

اشاح بوجهه فى ضجر..لتقول بانكسار:
كتر خيرك ياعلاء..أنا فعلا اللى عملت فى نفسى كدة ..عموما اللى حصل حصل ومبقاش ينفع الندم..بص ياابن الناس..انت تيجى تخطبنى ونتجوز..وبعدين ابقى طلقنى..أنا خلاص مبقتش عايزاك بس لازم تستر علية عشان ما اتفضحش.

قال علاء بإستنكار:
انتى اتجننتى..اتجوزك بعد ما نمت معاكى..مستحيل طبعا..أنا مراتى لازم تبقى بكر..وكمان لازم أطمن معاها على شرفى..مش أي كلمتين حلوين من أي راجل يوقعوها.

أطرقت برأسها فى حزن قائلة وهي تقول فى أسى:
حرام عليك..منك لله ياشيخ..منك لله

ثم رفعت إليه عينين خاليتين من الحياة قائلة :
اخرج برة عشان ألبس هدومى.

نظر إلى كتفيها العاريتين ليسيل لعابه وهو يقول:
طب ومستعجلة ليه..ما لسة بدرى.

..رفع يده يلمس كتفيها لتنتفض هي مبتعدة وهي تصرخ قائلة بإنهيار:
إطلع بررررة.

انتهى الفلاش باك

...مدت نجوى يدها تمسح دموعها والتى سقطت على وجهها لترفع عيونها مجددا لصورتها فى المرآة وهي تنوى أن تعيش حياتها بلا حب..بلا زواج..ستعيش فقط لدراستها ثم عملها ..ستعيش فقط من أجل مستقبلها....ولنفسها فقط.

*****************

جلست ميار فى مقعدها امام التلفاز لا ترى منه شيئا ..شاردة فى أفكارها..تفكر فى حياتها البائسة مع وليد..تحمد الله أنها لم تراه منذ أن عادت من المستشفى..لتقول لها منيرة انه سافر ليخلص بعض الأوراق الخاصة بصفقته الأخيرة..تعلم أنها حجة يهرب بها من مواجهتها..فليذهب إلى الجحيم ولن تهتم حقا..
أفاقت من شرودها على صوت منيرة وهي تدلف من الباب تتذمر بكلمات غير مفهومة..وما ان اقتربت منها حتى جلست فى عصبية وهي تنادى الخادمة بحدة و التى أسرعت إليها ملبية ندائها.. لتأمرها بإعداد فنجال قهوة لها على الفور..أسرعت الخادمة لإحضار طلب مخدومتها بينما اعتدلت ميار قائلة بضجر :
فيه إيه يامنيرة هانم؟خير..متعصبة كدة ليه؟

رمقتها منيرة ببرود..فلا يعجبها أبدا مناداة ميار لها بمنيرة هانم بدلا من طنط منيرة منذ عودتها من المستشفى..كادت أن تعبر عن اعتراضها ولكنها آثرت الصمت..فلا يهمها بماذا تناديها وهما وحدهما طالما انها تلتزم أمام الناس بما هو مطلوب منها تماما..لذا فقد قالت منيرة بهدوء:
اتصلت بدكتور ريان فمردش ..روحتله المستشفى لقيته مش موجود..آخد أجازة من الشغل عشان مراته رجلها اتلوت..

لتزفر مستطردة:
أوووف..دلع ستات ماسخ.

ابتسمت ميار بداخلها ..سعيدة بوجود رجل مثل ريان يمنحها أملا أن هناك من يستطيع ان يحب حقا ويمنح قلبه بالكامل لحبيبته..لتسخر من حماتها والتى تتحدث عن تغنج النساء على أزواجهن..وهي التى إن أصاب وجهها بثرة أسرعت إلى الطبيب على الفور..لتنهض ميار متجهة إلى حجرتها ليوقفها صوت منيرة وهي تقول بحدة:
رايحة فين؟

التفتت إليها ميار قائلة ببرود:
هلبس ورايحة النادى..أصل قعدة البييت بقت تخنق.

تابعتها منيرة بعينها حتى اختفت لتقول بغل:
انتى الظاهر مبقاش حد عاجبك ولازم وليد يرجع عشان يرجع عقلك لراسك من تانى ياميار.

مقالات ذات صلة

تعليقات