رواية امرأة وخمسة رجال الجزء التاسع عشر
هزت منيرة كتفيها بلا مبالاة ثم نهضت قائلة فى برود:
معتقدش ان فيه حد ممكن يفكر يإذى حد من عيلة السيوفى..لإن اللى بيفكر بس يإذينا بنوديه ورا الشمس.
لتغادر تتبعها عين ميار فى كره.......
انتهى الفلاش باك
ابتسمت منيرة بهدوء قبل أن تغادر متجهة إلى مكان الطبيب بخطوات هادئة منتصرة.
اقتربت تمارا التى يمسك ريان بيدها من حجرة ميار..ليجدا مدام منيرة واقفة بجوار الباب تتحدث مع الممرضة..والتى ما إن رات ريان وتمارا حتى انفرجت أساريرها وهي تقول موجهة حديثها لهما:
أهلا اهلا يادكتور..إزيك يامدام غزل؟
قال كليهما بنفس واحد:
الحمد لله.
نظرا إلى بعضهما البعض بنظرة حملت الكثير من المشاعر قبل أن يعودا بنظرهم إلى منيرة ويقول ريان:
احنا سمعنا اللى حصل وزعلنا جدا يامدام منيرة.
قالت منيرة بأسى مفتعل:
قضا ربنا يادكتور..هنعمل إيه بقى؟
قالت غزل :
الحقيقة انا معرفش مدام ميار ومشفتهاش غير انبارح بس بس زعلت عليها اوى..هي الوقعة دى وقعتها إزاي..وأستاذ وليد فين؟
نظرت إليها منيرة قائلة ببرود:
اتزحلقت فى الحمام..ووليد بيجيب حاجات من البيت
شعرت تمارا بأن ظنونها فى محلها لتقول بهدوء:
طيب ممكن أشوفها؟
قالت منيرة :
آه طبعا اتفضلى..وسيبيلى الدكتور ريان شوية أنا محتاجاه فى استشارة.
اومأت تمارا براسها وهي تتجه إلى غرفة ميار قائلة فى نفسها:
وده وقته..يهدك ولية مبتختشيش..أكيد ابنك طالعلك.
دلفت تمارا إلى حجرة ميار بعد أن طرقت الباب وسمعت صوتا ضعيفا يسمح لها بالدخول.. لتجد ميار جالسة فى سريرها وقد احمرت عيناها وأنفها مما يدل على انها كانت تبكى للتو..لتشعر على الفور بالتعاطف معها..حاولت ميار الابتسام ولكن ابتسامتها جاءت ضعيفة باهتة..وهي تقول:
اهلا يامدام غزل ..اتفضلى.
اقتربت منها غزل لتجلس على كرسي بجوار السرير ..ولكنها وجدت نفسها رغما عنها تغير رأيها وتجلس على السرير بجوار ميار تفتح لها ذراعيها.. لتنظر ميار إلى ذراعي تمارا المفتوحتين على مصراعيهم لتتردد لثانية واحدة قبل أن تلقى بنفسها بين ذراعي تمارا التى ضمتها على الفور لتفرغ ميار دموعها على صدر تمارا..تبكى بشدة..تربت تمارا على ظهرها وشعرها بحنان..حتى افرغت ميار كل دموعها..لتبتعد عن تمارا التى تركتها على الفور لتجد ميار تمسح وجهها بكمها كالأطفال..ابتسمت تمارا وهي تمد يدها تربت على يد ميار التى نظرت إلى تمارا بإمتنان..قائلة:
كنت محتاجة الحضن ده أوى.
قالت تمارا بحنان:
أنا حاسة بيكى..بجد حاسة بمشاعرك..يمكن مش هتلاقى حد حاسس بيكى أدى..بس انا عايزاكى تسمعينى كويس وتحطى كلامى فى راسك..انتى أقوى من كل حاجة حصلتلك..أحلامك اللى اتهدت سيبك منها واحلمى من جديد..الاستسلام مش حل..وحياتنا دى بنعيشها مرة واحدة..مرة واحدة وبس..وعشان كدة لازم نعيشها بسعادة..ونحقق فيها كل أحلامنا.
قالت ميار بأسى:
وإذا كنا مبقيناش قادرين نحلم.
ابتسمت تمارا قائلة:
مفيش حاجة إسمها مبقيناش قادرين..هي بتبقى مبقيناش عايزين نحلم..لكن احنا قادرين ..محتاجين بس سند..إيد تطبطب علينا وتشجعنا..وأنا جنبك ياميار وبقولهالك..لو محتاجة لايد تطبطب عليكى وتبقالك سند..فأنا موجودة وبيتى مفتوحلك فى أي وقت.
نظرت إليها ميار قائلة فى حيرة:
انتى إزاي كدة..
نظرت إليها تمارا قائلة:
إزاي كدة إيه؟
قالت ميار:
قدرتى بلمسة وكلمتين تفهمينى وتريحى قلبى..قدرتى تدينى امل بعد ما كنت قربت أيأس.
نظرت تمارا إلى عمق عينيها قائلة:
لإن الموجوع بيحس بالموجوع اللى زيه وبيكون هو الوحيد اللى قادر يخفف عن شريكه الوجع.
لتنهض ناظرة إليها قائلة:
أنا دلوقتى مبقتش خايفة عليكى لإن الغشاوة اللى على عينك أكيد راحت بعد اللى حصل ..وزي ما قلتلك انا جنبك وفى أي وقت هتحتاجينى فيه فهتلاقى بيتى مفتوحلك..هسمعك وهريحك..ويمكن ألاقيلك حل لمشاكلك..المهم..اوعى تحسى انك لوحدك..متهربيش من مشاكلك ومتستسلميش ليها..واجهيها وأنا فى ضهرك ياميار.
نظرت إليها ميار بامتنان وهي تقول:
انا فعلا كنت محتاجة حد زيك فى حياتى ..يمكن ربنا بعتك لية فى الوقت المناسب..فى وقت حسيت فيه انى لوحدى.
ابتسمت تمارا قائلة:
مش عارفة ربنا بعتنى ليكى ولا بعتك لية..المهم ان احنا مع بعض..هسيبك ترتاحى وهستنى زيارة منك قريب..سلام ياميار..وخدى بالك من نفسك.
اومأت ميار برأسها بابتسامة..لتغادر تمارا تتبعها عيون ميار التى ما ان غادرت تمارا الحجرة حتى رفعت رأسها إلى السماء قائلة بارتياح:
الحمد لله
تعليقات
إرسال تعليق