رواية امرأة وخمسة رجال الجزء الثامن عشر
قال ريان بإبتسامة هادئة:
لإنك مش محتاجة يامدام ميار..انتى كدة برفكت.
شعرت تمارا بشعور حارق فى صدرها وهي ترى ريان يصف ميار بالكمال..لتعقد حاجبيها وهي تتعجب من ذلك الشعور..بينما قالت ميار بابتسامة هادئة:
ده من ذوقك يادكتور.
اقترب وليد من ميار واضعا يده حول خصرها وهو يقول موجها حديثه لريان:
انت بتعاكس مراتى يادكتور.
ابتسم ريان ابتسامة لم تصل لعينيه وهو يقول:
أنا بقول رأيى المهنى ..مدام ميار مش محتاجة لأي دكتور تجميل..
ابتسمت ميار ولكن تمارا لاحظت أن ابتسامتها ينقصها شيئا ما..أحست تمارا بالحزن يشوب ابتسامتها بل ويمتد ليستقر داخل عيونها وهي تقول:
ميرسيه يادكتور.
..أفاقت تمارا من أفكارها على صوت وليد يسأل ريان بفضول وعيونه تتأملها:
ومدام غزل..جمالها طبيعى ولا لإيديك فضل فى الوجه الملائكى ده؟
حانت من تمارا نظرة سريعة إلى ميار لتلاحظ جمود ملامحها لتشعر بوجود خطأ ما..خاصة مع ملاحظتها شئ من المرارة استقر بداخل عيني ميار..بينما أجاب ريان بابتسامة باردة:
لأ..جمال غزل من عند ربنا..جمالها كان أول حاجة شدتنى ليها.
ليمد يده يمسك يدها يرفعها لشفتيه ..لترفع وجهها إليه وتتلاقى عيناها مع عيناه وهو يقبل يدها بنعومة..ثم يستطرد قائلا:
مش جمال الشكل وبس..لأ ..جمال الروح من جوة كمان..نعمة وربنا إداهالى وهفضل أحمده عليها عمرى كله.
غرقت تمارا فى نظرات عينيه الحانية وكلماته التى مست وجدانها ولمسة شفتيه ليدها برقة لتفيق من شعورها بالغرق..على صوت ميار وهي تقول:
بجد فرحانة أوى وأنا شايفة حبكم لبعض واللى باين فى عيونكم..
ليشوب صوتها بعض المرارة وهي تقول لتمارا:
نادر أوى لما تلاقى راجل فى زمانا ده بيحب مراته زي ما دكتور ريان بيحبك يامدام غزل.
ابتسمت غزل ابتسامة لم تصل لعينيها وهي تلاحظ ازدياد ضغط قبضة وليد على خصر ميار وظهور الألم على وجه الأخيرة لتواريه بسرعة ووليد يقول:
طيب بعد إذنكم هنروح لماما عشان بتندهلنا..البيت بيتكم طبعا.
ابتسم ريان وهو يقول:
أكيد طبعا ..اتفضلوا.
لتتابعهما تمارا بعينيها وهما يغادران..لتبتسم فى انتصار وقد قست عيناها..تدرك أنها وجدت أخيرا نقطة ضعف تستطيع من خلالها تدمير وليد.....تماما.
كانت نجوى تدور فى حجرتها ذهابا وإيابا يتملكها الغيظ بشدة ويغمر قلبها غضبا بلا حدود..إنهم ينوون حقا مغادرة القاهرة والإقامة فى الفيوم..وهذا يعنى ابتعادها عن علاء..مستحيل..لن تقبل بذلك أبدا ولن تعيش فى هذا البيت بعد الآن..خاصة بعد تحول أخاها ومعاملته السيئة لها وكلماته الجارحة..طبعا فزوجته هي الأهم بالنسبة إليه..ومصلحته بالطبع..لا..ستسعى للخلاص من كل ذلك بزواجها من علاء..نعم..ستفعل.
..لتبحث بعينيها عن حقيبتها التى ألقتها على الأرض من غيظها..لتلمحها وتتجه إليها تأخذها بلهفة وتفتحها تبحث عن هاتفها حتى وجدته..لتفتحه وتتصل برقم علاء بسرعة ..تنتظره رده بفروغ الصبر ليجيئها صوته فتسرع بالقول فى حزم:
علاء..أنا رجعت ..حدد ميعاد مع مامتك..بسرعة.
دلفت ميار إلى الغرفة وخلفها وليد الذى قال بغضب:
انتى ليكى عين تزعلى كمان.
نظرت إليه ميار بغضب دون أن تنطق بكلمة ..ليقول مقلدا صوتها:
نادر اوى لما تلاقى راجل فى زمانا بيحب مراته زي مادكتور ريان بيحبك يامدام غزل.
لتعود نبراته الغاضبة إلى صوته مجددا وهو يقول:
ناقص تقوليلها انا بحسدك عليه يامدام غزل.
قالت ميار صارخة بمرارة:
ومين قالك إنى مبحسدهاش عليه.....
قاطعها بصفعة قوية انطلقت من يد وليد واستقرت على وجهها لتندفع بجسدها جانبا فترتطم بحافة السرير بقوة ثم ترتد مجددا لتسقط على الأرض مغشيا عليها وقد سالت الدماء من رأسها..لتتسع عينا وليد بصدمة ويصرخ بإسمها فى فزع.
حاولت تمارا النوم ولكنها لم تستطع ظلت تتقلب فى سريرها حتى تجمدت تماما وهو تستمع إلى صوته ذو النبرة الهادئة وهو يقول:
مش عارفة تنامى برده..مش كدة؟
اعتدلت فى السرير تنظر إليه قائلة:
لأ مش عارفة..بفكر فى اللى حصل النهاردة.
اعتدل بدوره وهو يجلس على الأريكة قائلا:
ووصلتى لإيه؟
نظرت تمارا إلى عينيه مباشرة وهي تقول:
ميار.
أومأ ريان برأسه موافقا وهو يقول:
خدتى بالك ..صح؟
أومأت برأسها قائلة:
الحلقة بينهم ضعيفة ومعاملته ليها مش تمام..ممكن نقدر من خلالها نوقعه.
قال ريان وهو يشير إليها بإصبعه محذرا وهو يقول :
خدى بالك ..ميار غيرهم..دى إنسانة محترمة ومعتقدش ممكن تخونه.
قالت تمارا موافقة:
عارفة..لاحظت كدة فعلا..وأنا مش هطلب منها تخونه ...أنا هخليها تعرف حقيقته مش أكتر..ومعتقدش واحدة زيها لو عرفت حقيقة اللى عمله تقف فى صفه..بالعكس أكيد هتبقى فى صف الحق.. وهتسلمه من نفسها.
أومأ ريان برأسه موافقا وهو يقول:
طيب وهتعرفيها إزاي؟
ابتسمت قائلة:
لأ ..دى سهلة..سيبها علية.
عقد ريان حاجبيه قائلا فى قلق:
تمارا..متعمليش أي حاجة قبل ما تقوليلى عليها..مفهوم؟
شعرت بالقلق فى صوته لتتسارع دقات قلبها وهي تجيبه قائلة:
مفهوم..تصبح على خير.
نظر إليها قائلا بحنان:
تلاقى الخير.
تمددت تمارا على السرير وهى تسحب الغطاء عليها وتضطجع على جنبها الأيمن لتنام على الفور..بينما تأملها ريان للحظات حائرا فى ذلك الشعور بالسعادة والذى يغمره فقط لمجرد الكلام معها..إلى جانب شعوره بالراحة لمجرد وجودها بجواره..ليعقد حاجبيه وهو يشعر بالقلق من تلك المشاعر وهو يعلم أن وجودها فى حياته شئ مؤقت وأنه يوما ما سترحل من حياته .......ربما للأبد.
تعليقات
إرسال تعليق