اعلان

رواية امرأة وخمسة رجال الجزء الثالث والعشرون

رواية امرأة وخمسة رجال الجزء الثالث والعشرون

أفاق من شروده على تنهيدة إنطلقت من أعماق صدرها..لتحين منه نظرة إليها يلاحظ تعرق وجهها..لابد وأنها تشعر بالحرارة الشديدة داخل السيارة ليسرع بفتح مكيف السيارة فى نفس اللحظة التى مدت هي يدها لتفتحه..فتلامست أيديهما ..انتفضا سويا مبعدين أصابعهما المتلامسة عن بعضهما البعض وتلاقت عيناهما فى تلك اللحظة..ليشعرا بالغرق ..حرفيا..كان عامر اول من أفاق من مشاعره وهو يركز على الطريق ثم يعود إليها بعينيه قائلا بهمس :
آسف.

قالت برقة خلبت لبه:
ولا يهمك.

سألها قائلا:
افتحلك التكييف.

قالت بخجل:
ياريت.

مد يده ليفتح مكيف السيارة..ثم فتح التسجيل ليستمع إلى أي شئ يلهيه عن افكاره التى تدور كلها حول تلك الكائنة الرقيقة بجواره..ليتهادى إليه صوت كاظم الساهر فى أغنية الحب المستحيل والتى عبرت عن مشاعره بقوة وجعلته يتعمق أكثر فى أحاسيسه التى ستودى به بالتأكيد للغرق..

( أحبك جداً وأعرف أن الطريق الى المستحيل طويل
وأعرف أنك ست النساء.. ست النساء
ست النساء.. وليس لدي بديل
وأعرف أن زمان الحنين أنتهى ومات الكلام الجميل
لست النساء ماذا نقول
أحبك جداً أحبك جداً
أحبك جداً وأعرف أني أعيش بمنفى وأنت بمنفى
وبيني وبينك ريح وغيم وبرق ورعد وثلج ونار
وأعرف أن الوصول لعينيك وهم
وأعرف أن الوصول إليك انتحار
ويسعدني ويسعدني
أن أمزق نفسي.. لأجلك.. أيتها الغالية
ولو خيروني..
لكررت حبك.. في المرة الثانية
يا من غزلت قميصك من ورقات الشجر
أيا من حميتك بالصبر من قطرات المطر
أحبك جداً.. أحبك.. أحبك
أحبك جداً وأعرف أن الطريق الى المستحيل طويل
أحبك جداً وأعرف أني أسافر في بحر عينيك دون يقين
وأترك عقلي ورائي وأركض
أركض.. أركض خلف جنوني
أيا امرأة.. أيا امرأة.. تمسك القلب بين يديها
سألتك بالله لا تتركيني
فماذا أكون أنا.. أنا اذا لم تكوني
أحبك جداً وجداً وجداً
وأرفض من نار حبك أن أستقيلا
وهل يستطيع المتيم بالعشق.. أن يستقيلا
وما همني.. ان خرجت من الحب حيا
وما همني.. ان خرجت قتيلا)


قالت تمارا بحيرة وهي تقف امام الدولاب تختار فستانا لترتديه كي تقابل اهل غزل اليوم :
تفتكر يعرفوا بعض؟

قال ريان وهو يفك زرار قميصه الأول قائلا:
معتقدش ..بس أكيد شافوا بعض قبل كدة..بس فين معرفش..الغريبة ان محدش فيهم قال إنه يعرف التانى او شافه.

أومأت برأسها..ثم نظرت إلى الدولاب للحظات قبل ان تزفر قائلة:
مش عارفة ألبس إيه..بجد محتارة.

اقترب منها ليقف خلفها تماما ملقيا نظرة على محتوى دولابها..بينما شعرت هي بالحرارة تغزو كيانها ورائحته تتسلل إلى أنفها تسلبها عقلها ..لتغمض عينيها تستمتع بذلك الشعور الذى يمنحها إياه قربه..تمنت لو تراجعت خطوة واحدة للخلف بل اقل من خطوة لتستند على صدره فيضمها بيديه ..لتشعر برعشة سرت فى جسدها كله وهي تشعر به يميل عليها فأصبح ملاصقا لها تماما..وهو يأخذ فستانا معلقا من دولابها قائلا:
ده هيبقى حلو أوى عليكى.

إلتفتت إليه فى نفس اللحظة التى إلتفت إليها فيها ليغرق كل منهما فى ملامح الآخر..إنفرجت شفتيها بإرتعاشة مشاعر جعلت قلبها يدق بعنف..بينما تعلقت نظراته بشفتيها لتغيم عينيه بالمشاعر ودون إرادة منه وجد نفسه يميل ليقبل تلك الشفاه برقة..ما ان تلامست شفتيهما حتى ضربهما تيارا كهربيا ليترك ريان الفستان ليقع أرضا وهو يحيطها بيديه يضمها إليه فرفعت يديها بدورها تضمه دون إرادة منها..تبادله قبلة تعلم الآن انها أرادتها وبكل قوة..تغمرها أروع المشاعر وهي تشعر بأنفاسها تختلط بأنفاسه..ليتعمق بقبلته ويديه تجوب على جسدها تثير مشاعرها الكامنة تجاهه لتنتفض فجأة وهي تشعر بيده على جسدها العارى..وتبتعد كمن لدغتها عقربة..تنظر إليه بخوف..ليشعر ريان بالتيه للحظات..قبل ان يستوعب ما فعله لتتسع عينيه بصدمة وهو يقترب منها لتتراجع خطوة..فتوقف مكانه متجمدا يدرك بكل الم أنه قد أخافها..ليقول بصوت تهدج من الندم:
آسف..بجد سامحينى..أنا..أنا..صدقينى مش عارف عملت كدة إزاي..أرجوكى سامحينى.

ترقرقت الدموع بعيونها ليغمض عينيه وقد آلمته دموعها ثم يلتفت على الفور مغادرا الحجرة لتجلس تمارا على السرير فلم تعد قدماها قادرتان على حملها..مدت يد مرتعشة تتلمس بها شفتيها لتنزل يديها ببطئ تضعهما فى حجرها قائلة بألم وقد بدأت دموعها بالهبوط:
أنا اللى آسفة ياريان..كان نفسى أقابلك من زمان..من قبل ما أبقى بالشكل ده..انت الإنسان الوحيد اللى اتمنيت إنه يكون لية وأكون له بجد..بس مع الأسف قلبك متعلق بغزل وأنا نفسيا مدمرة..و أمنيتى جت بعد فوات الأوان.

تركت العنان لدموعها حتى أفرغت كل حزنها..لتحين منها نظرة إلى ذلك الفستان الملقى على الأرض..نهضت لتمسكه وتضمه إلى صدرها ..تغمض عينيها و تستنشق عبيره الذى مازال عالقا به..قبل أن تتجه إلى الحمام لتأخذ دوشا..إستعدادا للقاء ذوي غزل.

مقالات ذات صلة

تعليقات