اعلان

رواية امرأة وخمسة رجال الجزء الخامس والعشرون

رواية امرأة وخمسة رجال الجزء الخامس والعشرون

توقف فى مكانه حين قالت:
وليه تتفق مع مطعم وانا موجودة..أنا ممكن أطبخلك لو تحب؟

التفت إليها قائلا:
إنتى بتعرفى تطبخى؟

إبتسمت واقفة وهي تضع يدها بجوار رأسها فى حركة عسكرية قائلة:
معاك الشيف ميار المنزلاوى يافندم.

ابتسم لعفويتها وجمالها ليشعر انه يغرق أكثر بتفاصيلها..اختفت ابتسامته على الفور وهو يتنحنح قائلا:
احمم..طيب تمام ياشيف من بكرة هتكونى مسئولة عن المطبخ..

اقتربت منه قائلة:
وليه من بكرة..ادينى عشر دقايق مع مطبخك وهحضرلك حاجة على السريع هتاكل صوابعك وراها.

أمسك يدها يمنعها من التقدم بإتجاه الثلاجة ليشعر بتيارا كهربيا يسرى فى جسده بأكمله فترك يدها على الفور وهو يقول:
إحمم ..إرتاحى النهاردة ..انتى أكيد تعبانة ومن بكرة المطبخ كله تحت أمرك.

نظرت إليه ميار فى حيرة تشعر بإهتمامه بها يغمرها بإحساس غريب عنها فلم يهتم أحدا بها من قبل ولم يسأل أحدهم عن راحتها حتى والديها وفرا لها كل وسائل الراحة ولكنها أبدا لم تشعر بهذا الشعور من السعادة الخالصة و الذى يغمرها الآن..انه الإهتمام.....وكم هو رائعا حقا ذلك الشعور الذى يمنحها إياه إهتمامه بها.

********************

قال وليد بغضب وهو يطرق على المكتب بقوة:
يعنى إيه ياأستاذ مش لاقيها..هو أنا بدفعلك الفلوس دى كلها عشان تقوللى مش لاقيها..

قال التحرى متلعثما:
أصل ياوليد باشا....

قاطعه وليد هادرا:
لا أصل ولا فصل..تقب وتغطس وتجيبلى ميار لحد عندى هنا..مفهووم؟

قال التحرى بخوف :
مفهوم ياباشا ..مفهوم.

دلفت عبير السكرتيرة الخاصة بوليد إلى المكتب ليقول وليد بغضب:
انتى إزاي إنتى كمان تدخلى من غير استئذان..انتوا اكيد اتجننتوا النهاردة.

قالت عبير بارتباك:
أصل..أصل...

صرخ وليد قائلا:
ماتنطقى أصل إيه؟

دلف رجل ذو هيبة إلى المكتب يتبعه رجلان ليقول بصرامة موجها حديثه إلى وليد :
انت مطلوب القبض عليك ياوليد .

إتسعت عينا وليد فى صدمة وهو ينقل نظره بين الحضور ليعود بعينيه إلى محدثه قائلا:
إنت مين..ومطلوب القبض علية بتهمة إيه؟

قال الضابط بصرامة:
أنا الرائد سامى الفرماوى..وحضرتك مطلوب القبض عليك بتهم كتيرة هتعرفها فى النيابة فياريت تتفضل معانا ومن غير شوشرة.

سقط قلب وليد بين قدميه وهو يدرك بصدمة ان ميار أبلغت عنه السلطات وأنها قدمت الورق الذى بحوزتها إلى النيابة العامة ليدرك أنه ضاع......للأبد.

********************

جلست إيلين تلعب فى طبقها..يتأملها كل من ريان وتمارا لينظر ريان إلى تمارا متسائلا ..ابتسمت تمارا وهي تومئ برأسها إليه مطمئنة ثم توجه حديثها إلى إيلين قائلة:
انتى عايزة النهاردة تخرجى ترسمى فى الجنينة ياإيللى ..صح؟

قالت إيللى فى ضجر:
أيوة ..وسألت بابى وقاللى مينفعش عشان لازم تخرجى معايا وانتى مش فاضية يامامى.

اتسعت ابتسامة تمارا قائلة:
طيب إيه رأيك لو خلصتى أكلك..هفضيلك نفسى ساعتين بحالهم النهاردة نخرج ونرسم فى الجنينة براحتنا.

لمعت عينا إيلين وشعت عيونها بالسعادة وهي تقول :
ياااي..انتى أحلى مامى فى الدنيا.

قال ريان بإبتسامة:
وبابى؟ملوش كلمتين حلوين زي دول.

نهضت إيلين وذهبت لتحتضن ريان قائلة:
انت حبيبى يا بابى .

قال ريان بابتسامة:
قلب بابى.

تأملتهما تمارا بابتسامة حانية قبل ان تقول:
طب يلا ياإيللى خلصى اكلك بسرعة قبل ما ارجع فى كلامى.

جلست إيلين بسرعة على الطاولة تأكل طعامها..حتى أنهته بالكامل..لتنهض قائلة:
الحمد لله..هروح أوضتى بقى أغير واجيب الأوراق والألوان.

اومأت تمارا برأسها فى حنان..لتغادر إيلين بسعادة ..ويتناول ريان جريدته ليقرأها قائلا بإبتسامة:
خدى بالك بتدلعي إيلين اوى وبتيجى على نفسك وده غلط على صحتك ياتمارا.

ابتسمت قائلة:
متقولش إسمى برة اوضة النوم ..هتودينا فى داهية ياريان..وبعدين ياسيدى تتدلع براحتها..وانا تحت أمرها..مستحيل أخليها تحس فى يوم باللى أنا حسيت بيه مع جوز ماما..مستحيل أخليها تمر بحاجة من اللى أنا عشتها وياه.

نظر إلى ملامحها الحزينة بشفقة يدرك أنها تعذبت فى حياتها كثيرا بينما صمتت هي للحظة قبل أن تقول بحزن:
ولما ..يعنى ننفصل..أوعى ياريان تجيبلها مرات أب تحسسها بكدة ..وخد بالك دايما منها.

نظر إليها ريان نظرة طويلة غامضة قبل ان يقول:
من الناحية دى اتطمنى خالص..ومتقلقيش.

ثم رفع جريدته ليتصفحها فحانت منها نظرة حزينة إليه فهو لم يرفض فكرة الزواج مجددا ..وكم تمنت أن يفعل..نزلت عيونها على الجريدة بيده ..فكادت ان تصرخ.. ولكنها كتمت فاهها بيدها ..فنتج عن فعلتها شهقة جعلت ريان ينتبه إليها على الفور لينظر بإتجاهها ويجدها شاحبة للغاية تنظر إلى الجريدة بجزع ليقول بقلق:
مالك ياتمارا؟فيه إيه؟

أشارت بإصبعها إلى الجريدة قائلة بكره ملأ قلبها:
هو ده..ده واحد منهم..انا متأكدة.

لينظر بإتجاه إشارتها ويجد صورة لشاب كتب عليها بالخط العريض(القاتل مازال حرا)لتجرى عيونه على سطور الخبر يقرأ كلماته بسرعة (عزت الإبيارى..بعد ان قتل زوجته خنقا لإكتشافها سرقته لها..وهروبه..عم القتيلة يعلن جائزة مالية مقدارها مائة ألف جنيه لمن يرشد عنه فمن يجده عليه الإتصال برقم..... او التوجه لأقرب مركز شرطة...)

لينظر مجددا إلى الصورة وقد قست عيناه ليقبض على الجريدة بيديه قائلا بقسوة:
عزت الإبيارى......هجيبك ولو مستخبى تحت الأرض.

مقالات ذات صلة

تعليقات