رواية امرأة وخمسة رجال الجزء السادس والعشرون
هزت سهام رأسها قائلة:
وأنا كمان..هو إذاها كتير ربنا يسامحه وأكيد أذاها أكتر عشان تقوم بخطوة زي دى.
قال حامد:
هي مقالتلكيش حاجة؟
هزت سهام رأسها نفيا قائلة:
لأ..انت عارف بنتك كتومة أد إيه.
هز حامد رأسه موافقا لتقول سهام:
طب عملت إيه فى الشغل؟
قال حامد:
روحت الشركة وظبطت الدنيا قبل ما آجى..مفاضلش غير نطمن على ميار ومنيرة تتحسن وكل شئ يبقى تمام.
قالت سهام فى رجاء :
ربنا يطمنا عليهم ياحامد.
قالت حامد:
ياااارب..ياسهام يارب.
استيقظ ريان على صوت أنين خافت ..فتح عينيه ليجد أن مصدر الأنين هي تمار التى تتململ فى نومتها..نهض على الفور متجها إليها شاعرا بقلق يغمر كيانه..خشية ان يكون هناك وجعا ألم بها ولهذا يصدر منها ذلك الأنين المكتوم..أصبح قبالتها ليراها مغمضة العينين..يغرق العرق جبينها..تعقد حاجبيها بشدة مصدرة ذلك الأنين..نادى عليها فلم تجيبه..ولم تفتح عينيها..أدرك انها تحلم بكابوسا ليميل عليها يهزها برفق قائلا:
تمارا.
لم تستجيب له ولكن إزدادت إنعقادة حاجبيها وزادت حدة أنينها..ليهزها بقوة أكبر مناديا بإسمها لتفتح عينيها على إتساعهما ليظهر الفزع فيهم وهي تمسك بالغطاء ترفعه حتى رقبتها منكمشة برعب ..ابتعد ريان عنها على الفور وهو يقول بسرعة:
تمارا اهدى..أنا ريان.
حدقت به لثوان ومازالت ملامحها فزعة ثم بدأت بالهدوء رويدا رويدا لتترك الغطاء الذى تتمسك به وتعتدل جالسة.. بدأت تبكى فجأة..فتركها تفرغ مشاعرها المكبوتة يدرك ان كابوسها متعلقا بحادثها الأليم فمنذ الصباح ومنذ أن رأت الجريدة وهي فى حالة غريبة من جمود الملامح والمشاعر..حتى الآن..مزق بكائها نياط قلبه..كاد أن يقترب منها مواسيا ولكنه خشي من ردة فعلها أو ان يزيد الأمر سوءا..ليقف مراقبا إياها فى ألم حتى بدأ بكاءها يتحول لشهقات صغيرة ما لبثت أن سكنت تماما..اقترب منها الآن قائلا بصوت خافت:
إنتى كويسة؟
اومأت برأسها بصمت وهي تمد يدها تمسح دموعها..ليجلس بجوارها على السرير قائلا:
كنتى بتحلمى بيهم؟
أومأت برأسها مجددا وهي تطرق برأسها قائلة:
نفس الكابوس..الحادثة بكل تفاصيلها..قبل ما آجى عندك المستشفى ..كنت كل يوم بشوف الكابوس ده ..مكنش بيفارقنى..و من بعد ما جيت عندك البيت هنا..مبقتش أشوفه خالص..بس النهاردة.. النهاردة بشوفه من جديد..والألم بحسه من جديد..أنا تعبانة أوى ياريان..تعبانة.
مد يده يربت على يديها المتشابكتين بقوة فى حجرها قائلا:
شئ طبيعى ياتمارا..ألمك وكوابيسك ..شئ طبيعى..مش معنى انهم إختفوا لفترة يبقى راحوا..اللى حصلك مش حاجة سهلة..أكيد هتعيش معاكى فترة..بس فى الآخر ومع الأيام هتكونى أحسن..وأنا جنبك لغاية ده مايحصل وده وعد منى.
نظرت إلى يده الموضوعة على يديها لتتمسك بها وهي تنظر إليه بإمتنان..إبتسم قائلا لها :
حاولى بقى تنامى وبكرة الصبح هتكونى أحسن..
أومات برأسها لينهض ولكن يدها تمسكت بيده تمنعه لينظر إليها بحيرة فقالت بنبرات خجولة:
ممكن متسيبنيش؟
عقد حاجبيه وقد ازدادت حيرته..هل تقصد ما فهمه من كلماتها؟..لتومئ برأسها وقد قرأت عينيه قائلة:
أيوة محتاجالك جنبى..ضمنى عايزة أحس بالأمان ياريان..عارفة إنى بطلب حاجة كبيرة منك بس غصب عنى والله.
همس ريان لنفسه..(تطلبين شيئا كبيرا؟إنك تحققين لى حلما)..ليتمدد على السرير بجوارها ثم يمد يده يسحبها إلى صدره..يضمها بيده ويحتويها داخل أضلعه فلم تعترض ..أخفت وجهها فى صدره.. تستمع إلى دقات قلبه وتستنشق رائحته وهي تغمض عينيها لتغرق فى سبات عميق على الفور..أدرك انها نامت من أنفاسها المنتظمة..ليضمها إليه أكثر وهو يمرر يده على خصلات شعرها الناعمة يترك نفسه لهذا الشعور الرائع بالحياة والذى لم يشعر به سوى الآن..... وهي بين ذراعيه
تعليقات
إرسال تعليق