اعلان

رواية امرأة وخمسة رجال الجزء السابع والعشرون

رواية امرأة وخمسة رجال الجزء السابع والعشرون

أفاقت من شرودها على صوته وهو يقول :
اممم ريحة الأكل تجنن.

أعادت وضع الزهرة فى كوب الماء الذى أعدته لها ثم اغلقت هاتفها بإرتباك وهي تقول:
أنا ..خلصت ..لو حابب تاكل.

إبتسم قائلا:
النهاردة بالذات أنا نفسى مفتوحة على الآخر وعايز أكبر طبق ممكن تعمليهولى.

إبتسمت بدورها وهي تقول:
بألف هنا.

ثم اتجهت لتعد له ولها طبقين من الطعام..وهو يتابعها بعينيه..يدرك لأول مرة أنها تحمل له بعضا من المشاعر..تكفيه مؤقتا..وليدع كل شئ للمستقبل والتى تبدو صورته الآن ...مشرقة للغاية .


كان ريان يجلس فى حجرة الأطباء بالمستشفى..شاردا فى ذكرى استيقاظه اليوم وهي بين ذراعيه..ظل يتأمل وجهها الجميل..ورغم انها ملامح غزل إلا أنه لم يرى فيها سوى صورة لتمارا رسمها بقلبه فأصبحت تشغل عينيه.. يراها بها كلما نظر إليها..لا يدرى كم مر من الوقت وهو يتأملها حتى رن هاتفه لتتململ هي فيغمض هو عينيه على الفور يتظاهر بالنوم..يشعر بها تستيقظ ناظرة إليه لم ترتجف او تبتعد عنه على الفور مما أشعره هذا بالإرتياح..ثم ابتعدت عنه وهزته برفق قائلة:
ريان..اصحى ياريان..تليفونك بيرن.

فتح ريان عينيه يتطلع إلى عيونها بنظرة طويلة صامتة ليشعر بأنفاسها تحتبس داخل صدرها ودقات قلبه تدق بقوة ليسمع صداها من قلبها فى ذلك الصمت..نظر إلى شفاهها ورغما عنه وجد نفسه يرفع يده يضمها إليه يأخذ شفتيها فى قبلة إختطفت أنفاسهم سويا..لتبادله إياها على الفور لتتحول تلك القبلة المشتاقة إلى قبلة ناعمة بطيئة أثارت أحاسيسهم وأشعلت وجدانهم.. ليرن هاتف ريان مجددا يخرج تمارا من تلك الأحاسيس التى اجتاحتها لتبتعد عنه على الفور قائلة بخجل:
ريان..تليفونك.

نظر إليها بتيه وهو يخرج ببطئ من ذلك الشعور الطاغى بالغرق فيها قائلا:
تليفون إيه؟

أعادت كلمتها وقد اشتعلت وجنتاها بحمرة الخجل قائلة:
تليفوونك.

انتبه الآن أن هاتفه يرن ليعتدل ممسكا إياه وهو يلعن المتصل به والذى اخرجه من دوامة مشاعر لذيذة لم يشعر بها منذ زمن..وكم تمنى لو طالت قليلا..ليجد أن المتصل به صديقه الطبيب جمال يستدعيه لإجراء عملية تجميل لطفل جاء فى حادث ولا يتحمل تكاليف عمليات التجميل ..وهو يعلم ان ريان يقوم بعمليات خيرية كثيرة ..لذلك اتصل به..لينهض على الفور ذاهبا ولكنه أخبرها أنهما يجب أن يتحدثا لدى عودته ..فلقد قرر بكل حسم أن يخبرها عن مشاعره والتى بالتأكيد وجد صداها لديها.

أفاق من افكاره على صوت طرقات على الباب..ثم دلوف إيلين تتبعها تمارا..إبتسم وهو ينهض لإستقبالهما قائلا:
إيه المفاجأة الحلوة دى.

إحتضنته إيلين فضمها إليه بحنان مقبلا إياها من رأسها ثم  اقترب من تمارا مقبلا إياها فى وجنتها بطبيعية وكأنها بالفعل زوجته..ليبتعد عنهما وايلين تقول:
احنا جايين نخطفك ياسى بابى ونوديك معانا الملاهى..عقابا ليك عشان نزلت النهاردة من غير ما تصبح علية.

نظر ريان إلى تمارا التى هزت كتفيها بقلة حيلة..ليعود بنظراته إلى إيلين قائلا بأسف:
أنا آسف بس مش هينفع النهاردة ياقلب بابى..عندى عملية كمان هنا وكذا عملية فى المستشفى بتاعتى مش هينفع يتأجلوا خالص..

نظرت إليه فى ضيق ليستطرد قائلا:
بصى هخلص شوية عمليات مهمة الأسبوع ده وأوعدك آخدك الأسبوع الجاي شرم..إتفقنا؟

نظرت إليه فى تشكيك..ليشير إلى قلبه قائلا:
ده وعد من بابى ياايلين ووعد بابى...

أكملت إيلين قائلة فى حماس:
مش ممكن يخلفه أبدا.

إبتسمت تمارا وهي تتابع هذان الثنائيان بإبتسامة حانية لينظر إليها ريان ويلتقط تلك النظرة والابتسامة ليبتسم بدوره قائلا:
هتروحوا البيت؟

هزت تمارا برأسها نفيا قائلة:
انا وعدتها نوديها الملاهى..ومادام انت مشغول ..يبقى هوديها انا ونتغدى برة وبعدين هنرجع على البيت.

أوما برأسه قائلا:
طيب متتأخروش..أنا هروح بدرى عشان الموضوع اللى قلتلك عايز أتكلم معاكى فيه.

اومأت برأسها قائلة:
تمام مش هنتأخر..بس مش ناوى تلمحلى تلميح بسيط حتى عن الموضوع ده.

لمس أرنبة انفها بيده وهو يهز رأسه نفيا قائلا باإبتسامة:
بعينك..لما اشوفك بالليل هقولك.

اومأت برأسها مبتسمة وهي تقول:
طيب.. يلا ياإيلين نروح الملاهى عشان منتأخرش بالليل..

لتهمس بالقرب من أذنه:
وياخبر بفلوس..بالليل هيبقى ببلاش .

إبتعدت ليبتسم هامسا بدوره وهو ينظر إلى شفتيها قائلا:
مش هيبقى ببلاش أوى يعنى.

تخضب وجهها بحمرة الخجل وهي تقول :
يلا ياإيللى..إتأخرنا.

أمسكت إيللى بيدها متجهين للخارج يوصلهما ريان ليلوحا بيديهما إليه قبل ان يغادرا تتبعهما عيني ريان وإبتسامته..غافلين جميعا عن عيون اتسعت فى صدمة وصاحبهما يرى ذلك المشهد..من مكانه المتوارى حتى لا يرونه..ليقول بصدمة هزت كيانه:
مش معقول ..لأ..لا يمكن تكون هي..لأ دى هي ..بس إزاي..لازم أمشى وراها وأتأكد هي ولا مش هي.

ليتبعها بخطوات بعيدة إلى حد ما حتى ركبت السيارة ليشير إلى سيارة أجرة وهو يقول لصاحبها:
خليك ورا العربية دى..وهديك اللى انت عايزه.

اومأ السائق برأسه لترتسم نظرة شريرة بعينه..نظرة تليق بشيطان إسمه عزت.....عزت الإبيارى.

مقالات ذات صلة

تعليقات