رواية امرأة وخمسة رجال الجزء الثامن والعشرون
شعرت بجسده يلين لتقول:
سيب عقابه للى خلقه ياريان..وصدقنى هو كدة كدة ميت.
ترك ريان جسد عزت يسقط أرضا..ثم أمسك بيديها التى تحيط بخصره ليلفها وتصبح بمواجهته..ليتأمل ملامحها الدامعة..فيمد يده برقة يمسح دموعها قائلا:
سيبته ياتمارا..بس عشان خاطرى أنا كفاية..مش عايز أشوف دموع فى عيونك من تانى..مفهوم؟
أومأت برأسها ليحيطها بذراعه يضمها إلى جانبه لتستكين على صدره ليمسك هاتفه ويتصل بصديقه قائلا:
سامى..تعالالى حالا ومعاك قوة من البوليس..عزت اللى قتل مراته ..صاحب قضية فيلا المعادى.. عندى هنا.... فى البيت.
خرج الطبيب من غرفة منيرة لتتعلق به أربعة عيون فى قلق خاصة وملامح الأسى تظهر على وجهه..لتقول سهام متوجسة:
منيرة اخبارها إيه يادكتور لبيب؟
قال لبيب بحزن:
البقاء لله يامدام سهام.
لتصرخ سهام بلوعة وتنهار فى البكاء ..ضمها حامد إلى صدره وربت على ظهرها ..بينما تأملهما الطبيب بحزن قبل أن يقول :
ربنا يصبر قلبكم..مدام منيرة كانت عزيزة علينا كلنا..ربنا يرحمها.
قال حامد بأسى:
يارب.
قال لبيب:
انا مضطر أستأذن عشان عندى حالة تانية..
اومأ حامد برأسه ليغادر الطبيب بهدوء بينما ربت حامد على ظهر سهام التى علا نحيبها تنعى أختا لم تكن ابدا أختا لها بالفعل ولكنها رابطة الدم والتى رغم كل شئ يزعزها ويهز كيانها....الفقدان.
كانت ميار تقف فى المطبخ تضع اللمسات النهائية على ذلك الطبق الذى أعدته خصيصا لعامر لتلتفت وتجده واقفا يتأملها..إبتسمت قائلة :
جيت فى وقتك ..عاملالك طبق مخصوص النهاردة..هتاكل صوابعك وراه.
لم يجيبها فتأملت ملامحه الواجمة بقلق لتقول متوجسة:
مالك ياعامر ؟
اقترب منها حتى وقف قبالتها قائلا:
عندى خبرين ..واحد وحش والتانى حلو.
نظرت إليه قائلة بقلق :
من غير مقدمات ..قول علطول..أنا قلبى هيقف من الخوف.
قال بسرعة :
بعد الشر عنك..
لينظر إلى ملامحها المندهشة وهو يستطرد بإرتباك:
لسة ..ريان ..يعنى مكلمنى وقاللى انهم قدروا يقبضوا على عزت ..شريك وليد فى جريمة اغتصاب تمارا.
قالت ميار وقلقها يزداد:
خبر جميل فعلا..بس إيه هو الخبر الوحش يا عامر؟
نظر إلى عينيها مباشرة وهو يقول:
وليد مات.
اتسعت عينا ميار فى صدمة وهي تقول:
انت بتقول إيه؟
قال عامر فى قلق وهو يلاحظ ملامحها الشاحبة:
وليد مات ياميار.. اتقتل فى السجن.
اغروقت عيناها بالدموع وكادت ان تسقط لولا ان أسندها عامر بسرعة وأجلسها على الكرسي لتقول بإنهيار:
أنا السبب..أنا السبب..لو مكنتش بلغت عنه مكنش راح السجن ومكنش اتقتل.
جلس عامر على ركبتيه بجوارها يمسك كتفيها ليجعلها تنظر إليه وهو يقول:
اوعى تحملى نفسك ذنب معملتيهوش..السبب فى كل حاجة حصلت لوليد هي عمايله وعمايله بس اللى وصلته للسجن وكانت هتوصله لحبل المشنقة..سواء قدمتى الورق او لأ..قضية اغتصاب تمارا لوحدها كانت كفاية..وتخليه ياخد إعدام.
نظرت إلى عينيه لتدرك انه على حق وتبدأ بالهدوء رويدا رويدا..لتطرق برأسها قليلا..ثم ترفع إليه عينان إرتسم الحزم فيهما وهي تقول:
أنا لازم أرجع القاهرة وحالا.
اومأ برأسه متفهما وهو يقول :
حضرى نفسك هننزل القاهرة علطول.
نهضت تمشى بإتجاه غرفتها بخطوات بطيئة متألمة..يتابعها بعينيه فى حزن ملك كيانه وهو يدرك انها ربما تكون تلك اللحظات آخر لحظات لهما سويا..لينظر إلى تلك المائدة التى أعدتها بكل أناقة..ويستنشق رائحة طعامها الرائع وهو يغمض عينيه..يدرك أن عشقها صار يجرى فى شرايينه..ويعلم أن الطريق إلى قلبها صعبا وليس ممهدا بالمرة وأن التوقيت خاطئ كلية..ولكن بعد وفاة وليد..وحصولها على حريتها..سيحاول وبكل جهده أن تكون هي له بكل كيانها..وستصبح قريبا....زوجته .
تعليقات
إرسال تعليق