رواية امرأة وخمسة رجال الجزء التاسع والعشرون
انتفضت عروقه غضبا وهو يرفع يديه يحيط بهما عنقها ويضغط عليه بقوة قائلا:
بقى أنا مش راجل؟..طب تصدقى إن أنا فعلا مش راجل عشان اتجوزت واحدة حقيرة زيك ياريم..واللى زيك لازم يمووووووت.
قاومته ريم بكل قوتها ولكنها كانت أضعف منه كثيرا لتلفظ أنفاسها الأخيرة بين يديه..ويرتخى جسدها على الفور..ليتركها ماجد تسقط جثة هامدة على السرير..وهو ينظر إليها بصدمة..ليجد الباب يفتح فجأة وتظهر وفاء على عتبته تنظر إليه وإلى ريم الملقاة على السرير فى شماتة..قال ماجد بارتباك:
هي ..أصلها..
تمالك نفسه قائلا بغضب وهو يرى اتساع ابتسامتها الساخرة:
انتى ايه اللى جابك دلوقتى..وجبتى مفتاح الشقة منين..انا مش أخدته منك؟
رفعت وفاء المفتاح بيدها تلقيه أمامه قائلة:
معايا نسخ ليه ياماجد.
نهض ماجد قائلا بغضب:
وجاية ليه ياوفاء دلوقتى؟
اقتربت منه قائلة:
جاية اشوف بنفسى اللى سبتنى عشانها..اللى اتجوزتها وكنت فاكرها رابعة العدوية فى الجزء التانى من حياتها..طلعت رابعة فعلا بس فى الجزء الأولانى..مظبوط؟
قال ماجد بصدمة:
انتى كنتى عارفة؟
أومأت برأسها قائلة:
آه كنت عارفة..صاحبتها كانت قايلالى ..وأنا قلت لتمارا .
قال ماجد:
ومقلتليش أنا ليه؟
ابتسمت قائلة:
حبيت تشوف نفسك على حقيقتها..حيوان ..عايز تاخد كل حاجة ..بس فى الآخر مخدتش حاجة.
انتفضت عروقه غضبا وكاد ان يقترب منها ولكنها تراجعت خطوة إلى الوراء وهي تخرج من حقيبتها ذلك المسدس الذى أشهرته فى وجهه وسط صدمته وهي تقول:
تؤ تؤ تؤ..انا مش تمارا على فكرة ولا أنا ريم..أنا أسوأ كابوس فى حياتك..قدرك ياماجد..وقدرك تكون نهايتك على إيدى أنا.
قال ماجد يستميلها:
اهدى ياوفاء وسيبى السلاح من إيدك..انا ماجد حبيبك..هتضيعى نفسك.
ضحكت ضحكة عالية وهي تنظر إليه بجنون قائلة:
انا ضعت من زمان وانت اللى ضيعتنى..إنت ياماجد.
لتنطلق رصاصات مسدسها وتستقر بصدر ماجد ليخر على الأرض صريعا على الفور..لتترك نجوى ذلك السلاح يسقط أرضا وهي تراه يقع جثة هامدة أمامها لتذهب إليه وتركع بجواره تهزه برفق منادية بإسمه..فلم يجيبها..أدركت أنه مات..لتبدأ بالبكاء بعنف ثم لم تلبث أن تحول بكاءها إلى ضحكات ......مجنوووونة.
كانت تمارا تدلف إلى حجرة إيلين لتطمأن عليها حين وجدت فجأة ذلك المشهد الذى هز كيانها رعبا..جلال يحمل الصغيرة بين يديه..ويبدوا انه كان سيخطفها..ظهرت علامات الرعب على وجهه ولكنه ما ان لاحظ خوفها ووجودها وحدها..حتى تمالك نفسه قائلا:
كلمة واحدة منك أو صرخة ياغزل..وإيلين هتموت..ما هي كدة كدة باظت.
قالت تمارا بخوف:
أبوس إيدك ياجلال سيبها..سيبها وأنا مستعدة أمضيلك على شيك دلوقتى بالفلوس اللى انت عايزها..اقولك همضيلك شيك على بياض بس سيبها..
قال جلال بسخرية :
لأ ذكية..بس أنا اذكى منك..أسيبها وتمضيلى شيك على بياض مش كدة؟ولما أروح البنك يتقبض علية وماأصرفوش..لأ..انا هخرج من هنا ومعايا إيلين والفلوس هتيجى لحد عندى..مفهوم؟
بدات دموع تمارا تنهمر وهي تقول:
لأ..متخدهاش..أقولك خدنى أنا..سيبها هي..دى روح ريان..ريان من غيرها يموت..ولو جرالها أو جراله حاجة مش ممكن أسامح نفسى.
عقد جلال حاجبيه قائلا:
أد كدة بتحبيهم؟
قالت بصوت قاطع:
هم روحى ..النفس اللى عايشة بيه..من غيرهم أموووت.
أغمض ريان عينيه وهو يستمع إلى كلماتها..لقد رأى جلال يصعد إلى حجرة صغيرته من الشرفة..ليجلب السلم بسرعة ويصعد خلفه..ليقفز فى الشرفة بدوره..كاد أن يدلف للحجرة وينقض عليه لولا ان استمع إلى صوت تمارا ليتوقف وقد بدا القلق على ملامحه خشية عليها وعلى طفلته فالخطر بات اكبر..حتى استمع الآن لحديثها وكلماتها التى اخترقت قلبه وجعلته يخفق بقوة..فتح عينيه مجددا على صوت جلال وهو يقول :
طب بالذوق كدة ياغزل ومن غير شوشرة لو خايفة بجد عليهم..عدينى وسيبينى أمشى وقسما بالله لو سمعت صوتك بس بتصرخى. لأكون مموتها وهربان..وهرجعلك عشان أموتك واموت جوزك اللى خايفة عليه ده.
نظرت تمارا إلى نقطة خلف جلال لتعود إليه بنظراتها قائلة:
هسيبك بس أوعدنى متعملش حاجة فيها.
كاد جلال أن ينطق ولكنه فوجئ بضربة قوية على عنقه ليسقط هو وإيلين على الأرض مغشيا عليه..لتسرع تمارا إلى إيلين تسحبها من بين ذراعي جلال..بينما سحب ريان حزام بنطاله وقيد به جلال بسرعة..لينظر بعدها إلى تمارا بلهفة قائلا:
انتى كويسة؟
انهمرت الدموع من عينيها قائلة:
انا كويسة..بس إيلين مش بتفوق ياريان.
اقترب منهم بسرعة يحمل إيلين من يدها ويضعها على السرير..يقترب من فمها وانفها يشمهما وسط دهشة تمارا..ليزفر بإرتياح قائلا:
مخدر..شوية وهتفوق..متقلقيش.
ظهر الارتياح على ملامحها ..لتتأمل ملامحه فى حب قائلة:
مش عارفة من غيرك كنا هنعمل إيه ياريان؟انت نعمة ربنا خلقها لينا عشان تنقذنا من مصير.. هو بس اللى عارف أد إيه كان هيبقى صعب ومستحيل نقدر نتحمله.
ابتسم ريان وهو يرفع يده يضعها على وجنتها برقة قائلا:
كلامك ده كتير أوى علية ياتمارا.
رفعت يدها تضعها على يده قائلة:
تستاهل اكتر منه..أنا...أنا...
نظر إلى عيونها الحائرة قائلا:
انتى إيه؟
ابتعدت خطوة إلى الوراء تبعد يدها عن يده فاضطر بدوره لإبعاد يده عن وجنتها ..وهي تقول مغيرة مجرى حديثها والتى كادت ان تعترف فيه بحبها له:
انت هتعمل إيه فى البنى آدم ده؟
نظر إلى جلال ثم عاد ينظر إليها قائلا بغموض:
ده سيبيه علية..موضوعه خلص خلاص..وأخيرا هنرتاح منهم ........للأبد.
تعليقات
إرسال تعليق