اعلان

رواية امرأة وخمسة رجال الجزء الخامس عشر

رواية امرأة وخمسة رجال الجزء الخامس عشر

نظرت إليه وهي تعقد حاجبيها ليقول بنبرة هادئة:
من فضلك..إهدى وإسمعينى.

ربما هي نبرته التى لطالما حملت إلى روحها هدوءا وسلاما..أو هي نظرته التى بثت فى روحها الطمأنينة..لا تدرى أيهما جعلها تنصاع لأمره لتجلس على السرير قائلة:
اتفضل اتكلم..أنا سامعاك.

أخذ نفسا عميقا قبل ان يقول وهو يتجه إليها بخطوات ثابتة:
مينفعش ننكر ان احنا الإتنين محتاجين بعض..أنا محتاجك معايا عشان خاطر إيللى..وانتى محتاجانى معاكى فى انتقامك..ومتقدريش تنكرى برده إنى ممكن أساعدك واكون ليكى سند فى مشوارك عشان تخرجى منه بأقل الخساير..وعشان كدة لازم تقبلى بعرضى.

رمقته بهدوء ودون أن تنطق بكلمة مما أثار حيرته وإرتباكه..قال يستحثه#x627; على الكلام:
ها..قلتى إيه ياتمارا؟

قالت ببرود:
قلت إيه فى إيه ياريان؟انت عايزنى فى مقابل إنك تساعدنى فى إنتقامى..أقدملك روحى واللى فاضل من سمعتى تمرمغهم فى التراب؟ياخسارة ياريان..أنا كنت فاكراك غيرهم.

لتنهض متجهة إلى الخارج بعصبية مارة بجواره لتتوقف فجأة ويده تمتد توقفها وهو يمسك بذراعها..لتنظر إلى يده الممسكة بذراعها ثم تنظر إليه بجمود قائلة:
سيب إيدى ياريان.

رغم جمود ملامحها إلا أنه شعر بها ترتجف بشدة تحت يديه..ليترك ذراعها على الفور قائلا بهدوء:
انتى مسمعتنيش للآخر على فكرة.

قالت تمارا بحدة:
لسة هسمع إيه تانى..ها؟أظن كفاية اوى اللى سمعته منك.

نظر ريان إلى عمق عينيها وهو يقول:
لو كنتى صحيح عرفتينى زي ماقلتيلى قبل كدة..كنتى هتعرفى إنى مش ممكن كنت هخليكى فى بيتى وفى أوضة نومى من غير رباط رسمى يحكم علاقتنا.

عقدت حاجبيها قائلة:
قصدك إيه؟

قال ريان بحزم:
يعنى أنا هتجوزك ياتمارا.

اتسعت عينا تمارا فى صدمة وهي تردد:
تتجوزنى؟

أومأ برأسه قائلا:
قبل ما تقبلى أو ترفضى لازم تسمعينى كويس..وتعرفى آخر حاجة انا عرفتها من شوية..

صمت ليأخذ نفسا عميقا قبل أن يستطرد قائلا:
أهل غزل قدروا يوصلولى..وده معناه إنهم فى أقرب وقت هييجوا البيت عندى وهيسألوا عن غزل ولو قلتلهم مسافرة هيصمموا يتصلوا بيها ويشوفوها وساعتها هيعرفوا الحقيقة وتضيع منى إيلين..وده مستحيل هيحصل ولو على جثتى..لو وافقتى؟ هتقابليهم على إنك هي..وبكدة هقدر أحتفظ بإيللى..وهتبقى قدمتى لية خدمة العمر..لكن لو رفضتى هضطر آخد إيللى وأسافر تانى..يعنى كل شغلى هنا والنجاح اللى حققته هيضيع..ده غير احتمال انى معرفش أسافر بيها ويكونوا مبلغين عنى أصلا..وبرده كدة هتضيع منى إيلين..أنا بطلب منك تكونى زوجتى أدام الناس ..أدام أهل غزل..أدام إيلين..لكن بينى وبينك هنكون اخوات وده وعد منى..وفى المقابل هنتقم معاكى من اللى ظلموكى وغدروا بيكى..هساعدك بفلوسى وبمجهودى وبمعارفى ووقتى وكل حاجة هتحتاجيها هوفرهالك..ده غير إن لما مهمتنا تخلص..هيكون معاكى ورقة طلاق عشان لو حبيتى...

ليشعر بغصة شديدة فى قلبه وهو يستطرد كلماته التالية قائلا:
يعنى مثلا..لو حبيبتى تبدأى حياتك من جديد مع حد تانى .

أطرقت تمارا برأسها تفكر فى كلماته..تشعر بالخوف على إيلين ومستقبلها ان وقعت بين أيدى أهل غزل.. إلى جانب خوفها أن يؤثر ذلك على ريان تأثيرا قاتلا..كما تخشى أيضا الوقوف أمام كل من غدر بها بمفردها فيتكاتلون عليها مجددا ..ولكن بمساعدة ريان فسيغدوا الأمر يسيرا..اما بالنسبة لورقة طلاقها فبالتأكيد ستفيدها فى حياتها القادمة..حتى وان كانت لا تفكر فى الزواج مرة ثانية..مطلقا.

لترفع وجهها إليه تومئ برأسها قائلة:
أنا موافقة.

ليزفر ريان بارتياح ولكنه عاد ليعقد حاجبيه من جديد وهي تقول:
بس بشرط.

نظر إليها متسائلا لتقول بهدوء:
أنا هكون معاك لغاية ما تطمن على إيلين وتبعد عنها أهل غزل..وده طبعا معناه انك هتعرفنى كل كبيرة وصغيرة عنها عشان يفتكروا إنى هي..أما بالنسبة لإنتقامى فحتى لو ابتديته معايا مش هتكمله للنهاية..ده تارى أنا وأنا اللى هاخده..قلت إيه؟

نظر إليها للحظات ثم أومأ برأسه وقلبه يمتلئ إعجابا بجسارتها..يدرك الآن وبكل قوة اختلافها عن محبوبته غزل فغزل كانت رقيقة ضعيفة لا تقوى على مواجهة كل ما مرت به تمارا..ولم تكن لتواجهه ببسالة مثلها ..لم تكن لتفعل ذلك أبدا.

مقالات ذات صلة

تعليقات