رواية امرأة وخمسة رجال الجزء السادس عشر
قال لها ريان دون أن يحيد بنظراته عن تمارا التى أصبحت وجنتيها كجمرتين ملتهبتين من الخجل:
مش الوقتى ياقلب بابى..بابى جاي تعبان من الشغل ومحتاج يرتاح شوية.
قررت تمارا ان الوقت قد حان لإنهاء ذلك الموقف الذى أشعرها بخجل لا يحتمل وهي تقول:
انا هطلع الأوضة أغير..وانتى كمان ياإيللى لازم تطلعى تغيرى..
اومأت إيللى برأسها قائلة:
حاضر يامامى..هطلع أغير علطول.
قالت بارتباك:
ماشى..تمام..عن إذنكم.
ومرت بجوارهما تجر خطواتها جرا لتسمع إيللى تقول لوالدها فى حيرة:
انت ليه مبوستش مامى أول ما دخلت زي زمان..وإنبارح فى الملاهى مخدتهاش فى حضنك وانتوا فى المنخل..أكيد زعلت يابابى.
لم تسمع تمارا رد ريان وهي تسرع بخطواتها واضعة يدها على وجنتها وقد اتسعت عينيها قائلة:
يبوسنى إيه وياخدنى فى حضنه إيه بس ياإيللى؟..ده أنا كنت أروح فيها.....يالهووووى.
..........دلف ريان إلى الحجرة يبحث بعينيه عنها فلم يجدها ومن صوت خرير الماء بداخل الحمام أيقن أنها مازالت بداخله..اتجه إلى السرير جالسا عليه وهو يحل ربطة عنقه ويفك الزر العلوي لقميصه يأخذ نفسا عميقا ..أغمض عينيه ليطوف بخياله صورتها وهي تلعب مع صغيرته..ورغم أنها تشبه غزل إلا أنها تختلف عنها حتى فى طريقة ضحكاتها..لقد شعر اليوم بإختلافهما مجددا ..فغزله كانت تنطلق فى المرح بلا حدود ولا تخجل منه مطلقا ومن أول يوم لهما معا..أما تمارا فتخجل كثيرا..لقد حاولت تمارا اليوم أن تكون منطلقة مثلها فلقد حدثها عن غزله كثيرا ولكن رغما عنها طبيعتها غلبتها..طبيعتها الخجولة الهادئة الجميلة والتى تجذبه بشدة..ترى إن قبلها حقا فماذا سيكون رد فعلها؟
فتح عينيه على الفور يرفض مسار أفكاره ليسمع فتح الباب وتحين منه إلتفاتة إليها..لتتسع عينيه بدهشة ورغما عنه يكتم ضحكة كادت أن تنطلق منه..فهناك كانت تمارا تقف بخجل فى مئزر الحمام الأبيض الخاص به والذى يكبر مقاسها كثيرا فيشعر من يراها بأنها طفلة غارقة فى فستان أمها..نهض مقتربا منها وهو يقول بابتسامة:
إيه اللى انتى عاملاه فى نفسك ده؟
استرقت إليه النظر فى خجل قائلة بتلعثم:
أنا..أصلى..يعنى..اتلبخت ومخدتش فستان معايا..ولما سمعتك داخل..لبست الروب ده..أنا بشوفهم فى التلفزيون بيلبسوه وهما خارجين من الحمام وقلت انك جبتهولى مع الحاجات اللى صممت تشتريهالى..بس الظاهر ان البنت اللى كانت شغالة فى المحل غلطت فى المقاس وجابتلى مقاس أكبر.
ابتسم وهو يمد يده يمسك بيدها اليمنى بين يديه يثنى لها كمها بتلقائية شديدة أدهشتها وهو يقول:
لأ مغلطتش ولا حاجة..وأنا فعلا جبتلك روب دى شامبر مع الهدوم اللى جيبتهالك.
ليترك ذراعها اليمنى ويمسك باليسرى وهو يكمل ثني كمها مستطردا:
بس انتى لبستى الروب دى شامبر بتاعى انا ياتمارا.
كانت تائهة فى فعلته البسيطة والتى جعلت خافقها يدق بشدة لقربه الشديد منها ولمساته التى كانت رغما عنه ودون قصد لذراعيها ولكنها أرسلت فى جسدها كله قشعريرة هائلة..لتفيق من شعور كامل بالذوبان ..على كلماته تحاول استيعابها لتقول بارتباك:
أنا عملت إيه؟
ترك ذراعها وهو ينظر إليها ليتوه فى ملامحها ..مد يده يرفع خصلة من شعرها الندي يرجعها خلف أذنها فى حركة خطفت أنفاسها وهو يقول ببطئ:
انتى لبستى روبى ياغزل.
أفاقت على إسم حبيبته التى أعاد إليها صوابها على الفور لترجع خطوة إلى الوراء تبتعد عن سحر قربه قائلة بتوتر:
أنا تمارا ياريان.
نظر إليها لثانية ثم تنحنح قائلا بارتباك:
آه طبعا..تمارا..
ليلتفت متجها إلى الدولاب ويخرج منه مئزرا وردي اللون ناولها إياه قائلا بصوت خفيض:
ده روبك يا تمارا..
أخذته منه بارتباك ليقول هو مستطردا:
أنا ..انا هاخد حمام عشان اسيبلك الأوضة براحتك تغيرى هدومك.
قالت بسرعة:
وروبك.
ابتسم قائلا:
أنا عندى واحد غيره..خليهولك هو كمان..شكله أحلى عليكى.
احمر وجهها خجلا لتتسع ابتسامته وهو يقترب من الدولاب مجددا يأخذ مئزرا آخر رمادي اللون قبل أن يلقى عليها نظرة أخيرة وهو يتجه إلى الحمام تاركا إياها فى حالة غريبة من تضارب المشاعر..أحاطت عقلها بغيمة من السعادة ..خشيتها.. ولكن رغما عنها استسلمت لها وهي تمد يدها تشد مئزرها حولها بابتسامة.

تعليقات
إرسال تعليق