اعلان

ماذا قال الرسول عن الموت والقبر

 تحدث النبي محمد صلى الله عليه وسلم كثيراً عن الموت والقبر، وحث أمته على تذكرهما والاستعداد لهما. هذه بعض النقاط والأحاديث الرئيسية حول هذا الموضوع:


أولاً: عن الموت (الموت):


حتميته وضرورة تذكره:


أكد النبي صلى الله عليه وسلم أن الموت حقيقة لا مفر منها لكل حي.


حث على الإكثار من ذكر الموت لأنه يعين على الزهد في الدنيا والإقبال على الآخرة. قال صلى الله عليه وسلم: "أكثروا ذكر هاذم اللذات" (يعني الموت). (رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه، وحسنه الألباني).


الاستعداد للموت:


بين أن المؤمن الحقيقي هو من يستعد للموت بالعمل الصالح. قال صلى الله عليه وسلم: "الكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ، وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا، وَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ". (رواه الترمذي وابن ماجه، وحسنه الألباني). "دان نفسه" أي حاسبها.


الموت راحة للمؤمن وعذاب للكافر/الفاجر:


وضح أن الموت للمؤمن هو انتقال من تعب الدنيا إلى نعيم الآخرة وراحة من نصب الحياة.


بينما هو بداية العذاب للكافر أو الفاجر. مرّت جنازة فقال صلى الله عليه وسلم: "مُسْتَرِيحٌ ومُسْتَرَاحٌ منه". قالوا: يا رسول الله، ما المستريح والمستراح منه؟ قال: "العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب". (متفق عليه).


حال المؤمن والكافر عند الاحتضار:


وصف النبي صلى الله عليه وسلم في حديث طويل (حديث البراء بن عازب) كيفية نزول الملائكة لقبض روح المؤمن وروح الكافر، وسهولة خروج روح المؤمن وصعوبة خروج روح الكافر، وما يتبع ذلك من رحلة الروح. (رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني).


ثانياً: عن القبر (القبر):


القبر أول منازل الآخرة:


أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن القبر هو المحطة الأولى في رحلة الآخرة، وحال العبد فيه يحدد ما بعده. قال صلى الله عليه وسلم: "إن القبر أول منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه". (رواه الترمذي وابن ماجه، وحسنه الألباني).


فتنة القبر وسؤاله:


أخبر أن الميت يُسأل في قبره بعد دفنه مباشرة. يأتيه ملكان (منكر ونكير) يسألانه عن ثلاثة أمور: "من ربك؟ وما دينك؟ ومن هذا الرجل الذي بعث فيكم؟".


فالمؤمن يثبته الله ويجيب: ربي الله، وديني الإسلام، وهذا الرجل هو محمد صلى الله عليه وسلم.


أما الكافر أو المنافق فيتلعثم ويقول: هاه هاه لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته. (متفق عليه في معناه).


نعيم القبر وعذابه:


أثبت النبي صلى الله عليه وسلم وجود نعيم للمؤمنين وعذاب للكافرين والعصاة في القبر.


بالنسبة للمؤمن: يُفسح له في قبره مد بصره، ويُفتح له باب إلى الجنة فيأتيه من روحها وطيبها، ويرى مقعده من الجنة، ويكون قبره روضة من رياض الجنة.


بالنسبة للكافر/الفاجر: يُضيَّق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه، ويُفتح له باب إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها، ويرى مقعده من النار، ويكون قبره حفرة من حفر النار. (وردت تفاصيل ذلك في أحاديث عدة منها حديث البراء المذكور سابقاً).


وقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم مراراً من عذاب القبر وأمر بالاستعاذة منه في الصلاة وغيرها، فكان يقول: "اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال". (متفق عليه).


الأعمال الصالحة تؤنس صاحبها:


أخبر أن عمل الإنسان الصالح هو الذي يبقى معه في قبره ويؤنسه. قال صلى الله عليه وسلم: "يتبع الميت ثلاثة، فيرجع اثنان ويبقى واحد: يتبعه أهله وماله وعمله، فيرجع أهله وماله ويبقى عمله". (متفق عليه).


الخلاصة:

كانت تعاليم النبي صلى الله عليه وسلم حول الموت والقبر تهدف إلى تذكير المسلمين بحقيقة هذه المرحلة، وتحفيزهم على الاستعداد لها بالإيمان الصادق والعمل الصالح، والتحذير من الغفلة والتهاون، وبيان ما ينتظر المؤمن من كرامة ونعيم وما ينتظر المعرض من عذاب وهوان، كل ذلك ليكون دافعاً للاستقامة والتقوى.

مقالات ذات صلة

تعليقات